والحكاية بدأت بمحاولة تحويل المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة، أي أن البحث كان يستهدف نتائج عملية، ومن حيث لا يقصد نشأ علم الكيمياء الذي أسدى للإنسانية خدمات جلى وخاصة في مجال الأدوية، وفي العصر الحديث قامت أبحاث الفضاء بنفس الدور الذي قام به تحويل المعادن الخسيسة، وهذه الأبحاث، أي أبحاث الفضاء، وإن كانت تستهدف حلول مشاكل تيسر للإنسان خوض غمار الفضاء، إلا أنها خدمت الإنسانية، وقدمت لها الكثير من الحلول التي أدت إلى تقدمها وتطورها فضلا عن الكثير من المشاكل التي كانت تعاني منها كما أنها أسهمت في ثورة المعلومات، وهذا هو ما يجب أن يكون هدف البحوث في جامعاتنا، وخاصة كاوست أي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وقد قيل إنها تجري بحوثا لاستنباط سلالات من القمح تقاوم ملوحة البحر الأحمر وتروى بمياهه، ومن هذا المنطلق نفسه وافق مجلس الوزراء على تأسيس الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية) والتي تهدف إلى تحقيق عدد من الأمور من أهمها الاستفادة من مخرجات البحوث والبرامج التطبيقية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات والمراكز البحثية، ونقل التقنية إلى المملكة، ولهذا يجب أن تقوم شراكة بين هذه الشركة والجامعات ومراكز البحوث، والتي إن تحققت فسننتقل إلى القرن الواحد والعشرين.