دخلت أجهزة الاستخبارات المغربية مؤخراً ، في تنسيق مكثف مع نظيراتها في أمريكا وإسبانيا وفرنسا من أجل وضع حد لتخطيط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يهدف إلى تكوين أكبر جيش في المنطقة. وجرت اتصالات بين مسؤولين أمنيين كبارا في هذه الدول لدراسة كيفية التنسيق لمواجهة تنامي "القوة" العسكرية لتنظيم القاعدة في منطقة شمال إفريقيا. ودخل، من جهته، حلف الشمال الأطلسي على خط التنسيق مع هذه الدول، ومارس ضغوطات من طرف قيادة "الناتو"، على دول مجاورة، خاصة الجزائر، من أجل الدخول في تنسيق مع كافة دول المنطقة واستبعاد الخلافات السياسية ، بهدف القضاء على طموحات تنظيم القاعدة في المنطقة. وباتت أجهزة الاستخبارات الإقليمية والغربية جد قلقة من وقوع أسلحة ثقيلة بيد ما يسمى ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وكشفت أن مخطط القاعدة في المنطقة يستهدف، من ناحية أولى، تفجير الوضع في المنطقة من أجل خلق أرضية خصبة تسمح بتنفيذ مخططاتها، كما أنها تستغل، من ناحية ثانية، الوضع غير المستقر في ليبيا لتهريب أكبر عدد من الأسلحة الثقيلة بهدف تكوين جيش قوي في المنطقة. وكشفت المصادر أن تنظيم القاعدة مؤخراً في الحصول على أطنان من الأسلحة الثقيلة بعد تهريبها من الثكنات الليبية. وأضافت أن تنظيم القاعدة في المنطقة حصل، لأول مرة، على أسلحة أرض جو، وصواريخ "سام7" الروسية الصنع، وهو ما شكل كابوسا لأجهزة الاستخبارات الإقليمية والغربية. وتبدي أجهزة استخبارات هذه الدول انزعاجها من وقوع أسلحة عسكرية ثقيلة من متفجرات وصواريخ مضادة للطيران في أيدي القاعدة، في الوقت الذي لم تكن تمتلك فيه، إلى وقت قريب، سوى بنادق كلاشنيكوف وقذائف صواريخ. ويشار إلى أن تنسيقا أمنيا بين القوات العسكرية في المنطقة، بالتعاون مع "الناتو"، قاد في أبريل الماضي إلى إفشال عملية تهريب أكثر من 640 كلغ من المتفجرات، منها مادة "السمتكس" التشيكية و435 صاعقا، نحو المناطق التي تختبئ بها خلايا القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي. وكباقي دول المنطقة، يعاني المغرب من تهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خاصة في الأقاليم الصحراوية، حيث ثبت أن البوليساريو والقاعدة يخططان لزعزعة الاستقرار في المدن الصحراوية. ويُذكر، في هذا الإطار، أن الجيش المغربي ضبط في يناير الماضي، مجموعة من الأسلحة المتطورة مخبأة في ثلاث مناطق قرب منطقة أمغالا التي تبعد عن مدينة العيون بالصحراء بحوالي 220 كلم لدى خلية تابعة لتنظيم القاعدة.