أرجع مستشار إقتصادي تنامي استهلاك النفط المحلي الى التهريب مستبعداً أن يكون مرده لاستغلال الميزة النسبية التي يحظى بها من خلال الدعم الحكومي الذي جعله في منأى من التقلبات السعرية العالمية مشيراً ألى أن ارتفاع الاستهلاك من الديزل قد يجير بسبب عدم توفر الجسر البري بين مناطق السعودية. وقال الأستاذ فادي بن عبدالله العجاجي المستشار اقتصادي إنه من الناحية الإحصائية، يوجد ارتباط قوي "Auto Correlation" بين أسعار النفط في الأسواق العالمية والكمية المستهلكة من مشتقات النفط في المملكة, مما يعطي إشارات تحذيرية قوية -يصعب تجاهلها– إلى احتمال تهريب مشتقات النفط السعودي بكميات تجارية خارج البلاد مشيراً أنه قد بلغ استهلاك السوق المحلية من النفط الخام 2,8 مليون برميل يومياً خلال عام 2010م. وهذه الكمية تجعل المملكة تحتل المرتبة السادسة عالمياً من حيث استهلاك النفط الخام. وأردف قائلاً : هناك دلالات قوية على أن الكميات المستهلكة من النفط الخام في المملكة غير مبررة من الناحية الاقتصادية. فقد سجلت المملكة أعلى نسبة استهلاك من النفط الخام إلى إجمالي الناتج المحلي، حيث بلغت 18,1% في عام 2010م (الشكل 1). كما بلغ معدل الاستهلاك إلى عدد السكان 108 برميل يومياً لكل 1000 نسمة (الشكل 2). وهذه نسب مرتفعة جداً مقارنة ببقية دول العالم. والجدول أدناه يقارن بين كميات الاستهلاك من النفط الخام وحجم الناتج المحلي الإجمالي وعدد السكان لسبعة عشر دولة سجلت أعلى معدلات استهلاك النفط خلال عام 2010م. ولتأكيد ما ذهب اليه أوضح قائلاً : لا لغة تعلو على لغة الأرقام، والمقارنات أعلاه تعطي إشارات على احتمالية تهريب النفط الخام بكميات تتجاوز ما يتم نقله عبر المركبات التي تعبر الحدود بشكل يومي، أو بعض مراكب الصيد التي تستهلك 10% من كميات وقود الديزل وتبيع الباقي في بعض الدول المجاورة. بل يتم تهريب النفط بكميات تجارية بشكل مباشر أو عن طريق مزجه ببعض المواد وتصديره بمسميات مختلفة غنية بمشتقات النفط ويسهل فصلها. وأضاف: ولا يكفي تبرير ارتفاع كميات استهلاك السوق المحلية من النفط الخام بالدعم الحكومي الذي يحظى به قطاع الصناعات البتروكيماوية في المملكة، حيث توفر الحكومة النفط الخام بأسعار مدعومة ومستقرة لا تتأثر بتقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية. وهذا ما يفسر ارتفاع مبيعات وأرباح شركة سابك مع ارتفاع أسعار النفط، حيث تزداد قوتها التنافسية نتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج على الشركات العالمية المنافسة لها. وختم حديثه بالقول بكل تأكيد، لن يكون تهريب مشتقات النفط خارج البلاد هو السبب الوحيد لارتفاع استهلاك السوق المحلية إلى مستويات لا تتناسب مع حجم الإنتاج أو عدد السكان. فالكميات المستهلكة من الديزل لنقل البضائع بين المدن مرتفعة جداً بسبب عدم توفر شبكة قطارات، كما أن وسائل النقل العام داخل المدن لم ترقَ حتى الآن إلى المستوى الذي تساهم فيه بشكل معنوي في الحد من استهلاك البنزين الذي يتم استيراده في بعض الحالات لسد حاجة السوق المحلية.