تتجه الجزائر نحوتحقيق مداخيل بترولية قياسية هذا العام، بفعل ما كسبته شركة سوناطراك خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية، حيث حصلّت أرباحا ضخمة فاقت 13 مليار دولار. والملاحظ أنّ إيراداتها تجاوزت ب 15٪ ما حققته خلال نفس الفترة من العام الماضي، وإذا كانت الدوائر الحكومية توقعت في وقت سابق، الوصول إلى إيرادات نفطية بنحو40 مليار دولار قبل نهاية 2005، فإنّ المتتبعين يجزمون بتجاوز هذا التكهنّ، وجني ما يربوعن 52 مليار دولار في حال محافظة سوناطراك الشركة البترولية الأولى في الجزائر على أدائها المتميزّ خلال الأشهر القادمة. وكانت سوناطراك قد انتقلت مطلع شهر مارس الفارط إلى رفع قدراتها الإنتاجية بمعدل 3ر1 مليون برميل يوميا، بينما تخطط للوصول إلى معدل 1,5 اعتبارا من شهر أكتوبر القادم، على أن يصبح الوعاء العام في حدود 2 مليون برميل و85 مليار متر مكعب من الغاز مع حلول سنة 2010. ومن مصادر تفاؤل الخبراء هو استثمار الجزائر لأكثر من 700 مليون دولار أمريكي في مجال الاستكشاف، واقتراب سوناطراك من اكتشاف 13 حقلاً جديداً للنفط والغاز الطبيعي، واستخدام الشركة لتقنية جديدة في مجال استكشاف الغاز والنفط، في حقول عجزت التقنيات القديمة عن استكشافها، فضلا عن العمل الدؤوب لتطوير حقول النفط والغاز بحاسي مسعود وإليزي وحاسي بركين بجنوب الجزائر، فضلا عن الطموحات المتزايدة لاكتشاف النفط والغاز في العديد من المناطق شمالي الجزائر. وأعلن محمد مزيان الرئيس المدير العام لسوناطراك في وقت سابق، عن انطلاق عملية جديدة بالجنوب الجزائري لتكثيف الحفر الأفقي، بهدف بلوغ 200 و250 ألف برميل يوميا، بالإضافة إلى ما يجري إنتاجه حاليا وهو 600 ألف برميل يوميا. وحسب آخر كشوفات الأوبك، تحتل سوناطراك المرتبة 12 عالميا، متجاوزة العديد من الشركات النفطية العملاقة، بمداخيل تعدت عارضة 32,5 مليار دولار، رغم أنّ إنشاءها يعود إلى أربعة عقود فحسب. تجدر الإشارة إلى أن قيمة الضخ النفطي العام الماضي بلغت 40 مليار دولار، فيما بلغ الناتج المحلي الإجمالي 43,6 مليارات دولار في السنة نفسها، بما انعكس إيجابا على نمو الاقتصاد ب5,2٪ مع توقعات بارتفاعها إلى 6,3٪ نهاية العام الجاري.