دعت منظمات دولية عدة السبت الى "عملية سياسية" لانهاء النزاع في ليبيا، في وقت اكد الزعيم الليبي معمر القذافي تصميمه على الاستمرار في قيادة البلاد متوعدا الحلف الاطلسي بالهزيمة. وليل السبت الاحد، سمع دوي انفجار قوي قرابة منتصف الليل (22,00 تغ) في وسط طرابلس. ونظمت السلطات جولة للصحافيين ومن بينهم مراسلي فرانس برس في شارع سكني حيث تم عرض جثتي شخصين سقطا في غارات للاطلسي بحسب طرابلس. كما رأى الصحافيون اربعة منازل متضررة. وركز اجتماع ضم مسؤولين كبارا في الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي السبت في القاهرة، على ضرورة البدء ب"عملية سياسية" لحل النزاع في ليبيا. وشدد بيان صدر اثر الاجتماع الذي عقد في مقر الجامعة العربية على اهمية "تعجيل البدء بالعملية السياسية التي تلبي الطموحات المشروعة للشعب الليبي". كذلك، شدد المجتمعون على "اهمية التنفيذ الكامل لقراري مجلس الامن 1970 و1973". وتحدثت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي شاركت في الاجتماع الى جانب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ، عن وجوب "تامين دعم يتيح للشعب الليبي اختيار مستقبله كما يشاء". كذلك اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي ادلى بمداخلة السبت في اجتماع القاهرة بر الدائرة التلفزيونية المغلقة ان ملامح مسار تفاوضي لانهاء النزاع في ليبيا بدأت ترتسم. واشار بان الى ضرورة توجيه المجتمع الدولي "رسالة متماسكة" في شأن حل سياسي مع الزعيم الليبي معمر القذافي، مع تسجيله مؤشرات لتقدم على هذا الصعيد. وتابع "نحن متأكدون من ان اللقاءات حصلت في هذه البلدان" اي مصر وفرنسا والنروج وتونس، و"سنرد عليهم باسماء" الاشخاص الذين شاركوا في هذه اللقاءات من جانب الثوار. وردا على الاتهامات التي اطلقها رئيس الوزراء الليبي للاطلسي بارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية"، اكدت المتحدثة باسم الحلف الاطلسي اوانا لانغيسكو ان "تصريحات القذافي وافراد نظامه شائنة". واضافت "القذافي ونظامه هم الذين يهاجمون الشعب الليبي بشكل منهجي ووحشي". كذلك، اعلن الحلف الاطلسي مساء السبت ان طائرة تابعة له اغارت عن طريق الخطأ على رتل للثوار الليبيين في منطقة البريقة (غرب) في 16 حزيران/يونيو. واوضح الحلف في بيان انه بعد دراسة التقارير بشان احدى ضرباته، لاحظ انه ضرب قوات الثوار في منطقة البريقة الخميس. ميدانيا، ورغم قصف القوات الموالية للقذافي، فان معارك عنيفة تدور في جبال نفوسة غرب ليبيا حيث يحاول الثورا تعزيز مواقعهم. وتمكنت الاثنين من السيطرة بعد مواجهات مع قوات القذافي، على كافة البلدات الواقعة بين الزنتان ويفرن المدينتين اللتين سيطرت عليهما المعارضة الليبية المسلحة. وفي مصراتة ثالث اكبر المدن الليبية على المتوسط التي يسيطر عليها الثوار، قصفت القوات الموالية للقذافي شرق المدينة وغربها ما ادى الى مقتل عشرة مدنيين واصابة اربعين آخرين بجروح. ويسيطر الثوار على مناطق الشرق الليبي حيث تحولت بنغازي ثاني اكبر مدن البلاد الى "عاصمة" لهم في حين بقيت اغلب مناطق الغرب حيث توجد العاصمة طرابلس بين ايدي القذافي. وفي الوقت الذي بدات فيه اصوات ترتفع للتعبير عن الضيق ازاء طول فترة العمليات ومخاطر الغرق في مستنقع في ليبيا، ذكر الحلف الاطلسي بالاهداف الثلاثة للعمليات وهي وقف الهجمات على المدنيين وعودة القوات الموالية للقذافي الى ثكناتها وفتح المجال امام دخول المنظمات الانسانية. وقالت متحدثة باسم الحلف "المهمة ستستمر وسنضاعف الضغط حتى تحقيق هذه الاهداف". وفي الولاياتالمتحدة، اتخذ الجدل حول العمليات العسكرية في ليبيا التي قررها الرئيس باراك اوباما من دون موافقة الكونغرس بعدا جديدا السبت، فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز ان اوباما تجاهل، عند اتخاذه هذا القرار، راي محاميين اثنين داخل ادارته احدهما كبير محامي البنتاغون. ومنذ منتصف شباط/فبراير، اسفر النزاع في ليبيا عما بين عشرة الاف وخمسة عشر الف قتيل واجبر نحو 952 الفا اخرين على الفرار، وفق منظمات دولية.