عندما تقترن الموهبة بالإبداع والاجتهاد لا يقف الطموح عند أي حد ويصبح المستحيل واقعاً، لقد استطاعت الطالبة السعودية بيان مشاط أن تحصد الجائزة الأولى لمعرض انتل الدولي للعلوم والهندسة وهو المعرض الأكبر من نوعه في العالم الذي يعنى بالبحث العلمي للمرحلة قبل الجامعية، حيث شارك في المنافسة هذا العام أكثر من مليون طالب ضمن معارض اقليمية تصل إلى 500 معرض، ليتأهل للمسابقة النهائية التي جرت مؤخراً في لوس أنجلوس بالولاياتالمتحدة أكثر من 1600 طالب يمثلون 65 دولة. وكان لصحفية الرياض الحوار التالي مع الطالبة التي رفعت علم السعودية عالياً في أحد أهم المحافل العلمية. * هل لنا أن نتعرف على البطاقة الشخصية لبيان مشاط المخترعه ؟ - أولا أنا باحثة علمية ولست مخترعة، وشتان ما بين الاثنين، اسمي بيان محمد حسين مشاط ، وأبلغ من العمر 16 سنة، و أدرس بالصف الثاني ثانوي علمي بمدرسة دار التربية الحديثة في جدة. * متى لمعت قدرتك في البحث العلمي ؟ - عرفت بهذه المسابقة عن طريق المدرسة ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والابداع (موهبة) الذي قدموا لنا الدعم والتوجيه والاشراف اللامحدود، حيث عرفونا على المسابقة ودخلنا في تصفيات محلية على مستوى المدينة والمنطقة والمملكة من خلال المشاركة في معارض ومسابقات موهبة للعلوم والهندسة والالومبياد الوطني للابداع العلمي منذ 2009 حتى تاهلنا الى المشاركة في المسابقات العالمية ونلنا الفوز في عدة مراكز متقدمة خلال السنوات السابقة وحققنا المركز الاول هذا العام 2011 بحمد لله. * ما نوعية البحث الذي شاركتي به في مسابقة أنتل "أيسف " في الولاياتالمتحدةالامريكية ؟ - عنوان البحث: GOOPLAY ، وهو عبارة عن قياس فاعلية لعبة فيديو تعليمية للأطفال من سن 9 إلى 12 في تطوير مهارات البحث لديهم في الويب باستخدام محركات البحث الشهيرة مثل Google ، ولقد حظي هذا البحث على المركز الأول في فرع العلوم السلوكية والاجتماعية "international science and engineering fair"، وأحمد الله حيث أنني أول فتاة عربية مسلمة تحصد المركز الأول في هذه المسابقة. * ماهو التحدى الأكبر الذي واجهك في هذا البحث ؟ - تصميم التجربة لاختبار اللعبة، وأيضا المعارض المحلية التي حضرتها لأتمكن من المشاركة في المعرض العالمي. * كيف تم ترشيحك لهذه الجائزة ؟ - في البداية ترشحت لنهائيات المسابقة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد مشاركتي في أولمبياد "ابداع" الذي جرى في مدينة الخبر بمشاركة 700 طالب وطالبة من مختلف مناطق المملكة بعد فوزهم بالتصفيات الأولية التي ضمت آلاف الطلبة. * ماهي الجوائز التي فزت بها خلال مسيرتك العلمية ؟ - شاركت في مسابقة إنتل للعلوم – العالم العربي التي أقيمت في مكتبة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية حيث سعدنا جميعاً بتحقيق السعودية المركز الأول عربياً والحصول على 5 جوائز من أصل 25 جائزة، أما بالنسبة لي فقد حققت المركز الثاني في مجال الهندسة الكهربائية والميكانيكية، عن بحث جهاز اسمه "الركبة المبصرة " Knee Eye Device والذي ترشحت به إلى نهائيات المسابقة في أمريكا. كما حصلت على المركز الرابع على مستوى المملكة في نهائيات "إبداع" الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، إضافة إلى وصولي لنهائيات مسابقات "الروبوكب" في الصين، أثناء دراستي في المرحلة المتوسطة. * كيف تصفين الدعم المقدم لك من الجهات المعنية ؟ - لقد حصلت على دعم كبير من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، أضافة إلى الفرصة التي أتاحتها لنا شركة "انتل"، ولقد سعدت كثيراً بالمنحة الدراسية التي قدمت لي من قبل جامعة الملك عبدالعزيز بجدة دون شرط أو قيد بسبب التفوق والحصول على المركز الأول. * كيف أستطعتي التوفيق بين الدراسة والهواية؟ - الإيمان بالله تعالى والدعاء أولا لله عز وجل بتيسير أموري ومن ثم تنظيم الوقت، والتفاؤل والتوكل عليه في كل الأمور، إضافة إلى دور الوالدين الكبير في دعمي وتشجيعي. * إلى من تهدي هذا النجاح ؟ أهدي فوزي لوالدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حفظه الله، ولمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، ولمعالي وزير التربية والتعليم، ولمعلمتي التي قدمت لي المساعدة لإنجاز هذا البحث. ونحن ايضاً نقدم الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين بدعمه السخي لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع ونتمنى ان تكون هذه الانجازات المتتالية لشبابنا دافعاً لأن ننظر نحو شبابنا بمنظور جديد ، فشبابنا ليسوا تهور وتفحيط، وليسو مجرد كرة قدم بل هم مواهب مكنونه تبحث عن الفرصة للظهور والابداع، هم الطيارون والمهندسون والاطباء والمخترعون الذي ابدعوا في مجال عملهم واستغلال اوقات فراغهم، ونتمنى ان يأتي يوم يتم فيه انشاء نادي علمي مستقل وضخم يتناسب مع حجم وطموح ابناء هذا الوطن الغالي، يضم خيرة المدرسين والمحترفين ليتعلم على ايديهم ابنائنا من كل المراحل اساسيات العلوم والتقنية والفضاء والنانو، ولا يشترط ان يكونو موهوبين او مخترعين بل هو نادٍ للهوايات العلمية والفنية بكل انواعها لقضاء اوقات فراغهم في شيء مفيد.