شهدت ساحة القصاص بالمدينة المنورة اليوم العفو عن الشاب عبدالعزيز العنزي قاتل زميله ممدوح الفقير بعد دقائق معدودة من وصوله لمكان التنفيذ الذي شهد كثافة من الجهات الأمنية والحضور. ولي الدم: أسأل ربي القدير أن يكتب ذلك في ميزان حسناتنا وحسنات خادم الحرمين وبعد أن تم نطق بيان وزارة الداخلية حول الحادثة وشروع السياف بالتنفيذ وفي لحظة حاسمة ومهيبة أعلن صاحب الدم متعب بن عبدالكريم الفقير من خلال مكبر الصوت عفوه عن القاتل قائلا: "أعتقت الجاني لوجه الله تعالى، وأسأل الله العلي القدير أن يكتب ذلك في ميزان حسناتنا وحسنات خادم الحرمين الشريفين، وجميع من سعى في طلب العفو، وأنا أعلن ذلك أمام الملأ وفي مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم أني أعتقته"، وما إن أتم حديثه حتى ضج المكان ودوى بالتهليل والتكبير والشكر والدعاء، ليكتب الله عمرا جديدا للجاني الذي أمضى خمس سنوات في السجن قاسى فيها الألم والحزن والندم على قتله صديقه وزميله في لحظة طيش غاب فيها العقل واحتكم للهوى والشيطان والنزعة القبلية المقيتة، ولعل من حسن الحظ أن تنفيذ القصاص أجل لمدة شهر كامل من قبل لجنة العفو لإتاحة الفرصة أمام أهل الخير والوجاهة لإقناع الأسرة بالتنازل رجاء ما عند الله من أجر ومثوبة. وكان والد الشاب المقتول رحمه الله قد رفض شفاعات عدد من الأمراء وشيوخ القبائل ورجال الأعمال للتنازل عن قاتل ابنه حيث كان يصر على القصاص من قاتل ابنه ولكن شاءت إرادة الله عزوجل أن يتنازل الأب لوجه الله تعالى وهو في ساحة القصاص بعد أشهر السياف سيفه لتنفيذ الحكم. وتعود تفاصيل الحادثة إلى ما قبل خمس سنوات حيث وقعت مشاجرة قبلية بين عدد من الطلاب بعد خروجهم من المدرسة من أقارب المقتول وأقارب القاتل، وخلال نصف ساعة زاد عدد المشاركين في هذه المشاجرة حتى وصل إلى أكثر من ثلاثين فردا وتم الاتصال بالقاتل الذي كان في منزله وحضر للمشاركة في هذه المشاجرة حيث قام بضرب المقتول بأداة حادة على رأسه فتوفي على الفور وبقي القاتل طيلة خمس سنوات ينتظر العفو من والد المقتول حتى يئس من ذلك فجاء الفرج وقت التنفيذ. يشار إلى والد القتيل سجل تنازله لدى لجنة العفو المكونة من عدة جهات حكومية وذلك في مبنى مديرية الشرطة رافضا الإدلاء بأي تصريح لمندوبي الصحف المحلية، لافتا إلى أن الحدث عبرت عنه ساحة القصاص وكان ماثلا أمام الجميع وأن تنازله لوجه الله تعالى.