بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى حي الحصبة شمال العاصمة صنعاء والذي شهد اعنف المواجهات بين أنصار الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد والقوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وفتحت الطرقات أمس في شوارع الحي وأمام منزل الأحمر، وتجول مراسل "الرياض" في الحي الذي بدا علية دمار كبير وخاصة في منزل الشيخ الأحمر ومبنى الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة ومبنى اللجنة الدائمة "المكتب السياسي" لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ومقر وكالة الأنباء اليمنية سبأ التي بنيت على نفقة المملكة. وبدت آثار القذائف التي حفرت الطرقات فيما كانت سيارات متفحمة أمام مبنى وزارة الإدارة المحلية. وخلت المباني الحكومية أمس من مسلحي الأحمر الذين تركز وجودهم أمس أمام منزله والشارع الأمامي والخلفي للمنزل فيما انتشر أفراد من طلاب السنة الثانية والثالثة في الكلية الحربية والذين تمركزوا أمام بوابات المؤسسات العامة. ووصف مقاتلون من أنصار الأحمر في حديث ل"الرياض" المعارك التي جرت بين الطرفين بالقوية. وقال احد المقاتلين: "كان هناك قصف عنيف علينا بالصواريخ وقتل عدد من زملائي في مواجهات بالقرب من اللجنة الدائمة للمؤتمر. وقال عدد من سكان الحي أن منزلهم تضررت جراء القصف العنيف الذي تعرضت له المنطقة. وكان مسلحو الشيخ صادق الأحمر سلموا المقرات والمنشآت الحكومية إلى المؤسسات الرسمية، في الحصبة ومنطقة حده، فيما بدأت قوات الجيش والأمن والمسلحين المؤيدين للنظام بالانسحاب من الحصبة والأحياء المجاورة لها. وشملت المباني التي تم استلامها وزارات الصناعة والتجارة والإدارة المحلية والسياحة ووكالة الأنباء اليمنية سبأ والهيئة العامة للأراضي والمساحة ومدرسة الرماح للبنات، ومشروع مكافحة الجراد. وكانت لجنة الوساطة بقيادة غالب القمش مدير الأمن السياسي توصلت إلى اتفاق بين الرئيس علي عبدالله صالح والشيخ الأحمر قبيل الهجوم الذي تعرض له قصر الرئاسة الجمعة وأدى إلى إصابة صالح وعدد من أركان نظامه، ولا زال الغموض يخيم على العملية التي استهدفت المسجد الواقع في محيط القصر. وتشير المعلومات المتداولة أن الهجوم ربما يكون ناتج عن انفجار مادة (C4) زرعت في محراب الجامع. واستبعد خبراء أن يكون الانفجار ناتج عن صاروخ استهدف مقدمة الجامع من الخارج. إلى ذلك صرح مصدر عسكري مصرع 12 من المشتبهين في تنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوب اليمن. وأوضح المصدر أن عددا من قيادات التنظيم وعناصره الخطيرة وجميعهم مطلوبون لأجهزة الأمن, قد لقوا مصرعهم في مواجهات مع أفراد من اللواء 201 واللواء 25 ميكا، خلال هروب تلك العناصر من مدينة زنجبار. هذا وحذر مدير مكتب الصحة بمحافظة أبين من كارثة صحية في المحافظة في ظل تدن واضح في الخدمات الصحية جراء المعارك الدائرة بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن والجيش. ووصف الدكتور الخضر السعيدي الوضع بالكارثي ، محذراً من كارثة وبائية نتيجة الجثث المتحللة بشوارع المدينة وقال في تصريحات صحافية أن هناك عشرات الجثث مرمية بالشوارع وأن الحيوانات بدأت تأكل منها ، وهو ما قد يسبب كارثة صحية كبيرة بالمدينة نتيجة استمرار القتال الدائر وعدم الاستطاعة من انتشال الجثث. وأشار السعيدي إلى اجتماع مع صحة عدن ومنظمات دولية وتم طرح موضوع الجثث وتم تكليف فريق من الترصد الوبائي للنزول بانتشالها عبر أكياس خاصة ، لكنه حتى عصر الأربعاء لا يزال عمل الفريق معلق نتيجة استمرار الاشتباكات والقصف المدفعي. وفيما يتعلق بمخاوف السكان من زيادة معدلات الإصابة بالكوليرا قال هناك حالات إصابة بالإسهال بدأت تظهر في أوساط سكان المدينة أو النازحين في عدن ولحج ويتم متابعة علاجها. وشكا السعيدي في تصريح لموقع "نيوز يمن" من عدم توفر الدعم الدوائي والذي يمثل عائقا لهم لمعالجة تلك الحالات والذي قال إنه لم يتوفر لهم أى دعم.ودعا المنظمات الدولية والإنسانية لتقديم دعمها للنازحين وسكان مدينة أبين. وفي تعز قتل مسلحان من أنصار الثورة الشبابية وأصيب اثنين آخرين في كمين نصبة عناصر من الجيش في سوق بئر باشا بمدينة تعز أمس الخميس. وقال شهود عيان أن قوات الجيش هاجمت عدد من المسلحين في السوق وقتلت اثنين واصابت اثنين آخرين. وتشهد المدينة توترا كبيرا وأعمال اشتباكات متقطعة بين الحرس الجمهوري والمسلحين. طيران اليمنية والسعيدة مقر المؤتمر الشعبي العام وكالة سبأ للأنباء (صور خاصة بالرياض)