اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية امس ان روسيا تعارض اي قرار في الاممالمتحدة حول سوريا، مشيرا الى ان هذه المبادرة من شانها ان تزيد الوضع خطورة في هذا البلد. وقال المتحدث الكسندر لوكاشيفيتش في تصريح لوكالة انترفاكس للانباء، ان "روسيا تعارض، كما تم الاعلان عن ذلك مرارا على مستوى الرئاسة، اي قرار في مجلس الامن حول سوريا". واضاف ان "الوضع في هذا البلد لا يشكل في رأينا تهديدا للامن والسلم العالميين". واشار لوكاشيفيتش الى ان هذا القرار قد يؤدي الى "مزيد من التصعيد للوضع الداخلي" في سوريا. وتأتي هذه التصريحان فيما تعمل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على حمل مجلس الامن التصويت على قرار حول سوريا من شأنه تحفيز روسيا والصين على استخدام حقهما في النقض. وقد اعدت مشروع القرار فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال. وهو يدين العنف الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد ويطلب منه تسهيل وصول فرق المساعدة الانسانية الى المدن السورية. وتعتبر سوريا اقرب حليف لروسيا في الشرق الاوسط. الى ذلك دانت وزارة الخارجية السورية امس تصريحات وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه حول شرعية الرئيس السوري بشار الاسد، معتبرة انه يشكل عودة الى "الاستعمار القديم ومندوبيه الساميين". وقالت الخارجية السورية في بيان ان "سوريا تدين بشدة تصريح آلان جوبيه الذي ادعى لنفسه الحق في توزيع شرعية قيادات الدول او سحبها". واضافت الوزارة انها "ترى في هذا التصريح عودة لمناخات عصر الاستعمار القديم ومندوبيه الساميين والذي ولى منذ زمن ولا عودة له". وقالت ان سوريا "المصممة على مواصلة مهام الاصلاح بقيادة السيد الرئيس بشار الاسد تؤكد على عدم سماحها لاي تدخل خارجي في هذا الشأن". واكدت الخارجية ان "الاصلاح الذي تسعى (سوريا) لتحقيقه هو تلبية لارادة الشعب السوري وبمعزل تام عن تقييمات ومواقف خارجية لا مكان لها في شؤوننا الداخلية". وكان جوبيه صرح الشهر الماضي ان نظاما "يقصف شعبه بالمدفعية يفقد شرعيته. نريد سوريا مستقرة لكننا نعتقد ان الاستقرار الحقيقي ليس في القمع بل في الاصلاح". على الصعيد ذاته دعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية في سوريا الى يوم تظاهرات جديد اليوم وناشدوا العشائر الى التحرك ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت صفحة "الثورة السورية 2011" على فيسبوك ان "العشاير كل العشائر من البداية مع كل ثائر. العشاير تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان تنصر الحق ولا تخشى لومة". وعلى الصفحة التي تقف وراء الحركة الاحتجاجية ودعت الى "جمعة العشائر" اليوم ، اكدت عشائر القنيطرة انها "ومنذ البداية ساندت وشاركت بشكل فاعل في الثورة .. حيا الله الرجال". اما عشائر حوران المنطقة الواقعة جنوب غرب سوريا وتضم مدينتي درعا والسويداء، فاكدت "دعمها للثورة" على الصفحة نفسها، داعية عشائر حلب ودير الزور والرقة وحمص الى "الوقوف معنا ليرحل هذا النظام". على صعيد اللاجئين وصل إلى تركيا امس 200 سوري فروا من الاضطرابات التي تشهدها سوريا، ليرتفع بذلك عدد اللاجئين السوريين إلى 1777. وذكرت وكالة أنباء الأناضول ان مجموعة من 200 سوري وصلوا إلى تركيا عبر بلدة يايدالاي في إقليم هاتاي بجنوب البلاد. ونقلت عن مسؤولين أتراك ان عدد اللاجئين السوريين الذي يطلبون المأوى في تركيا بلغ 1777 لاجئاً. وكان وصل إلى تركيا خلال الساعات ال24 قبل الماضية 1050 سوريا فروا من بلدة جسر الشغور نتيجة العنف بين محتجين مناهضين للرئيس السوري بشار الأسد والقوات الحكومية، واتخذوا من إقليم هاتاي الحدودي في جنوب تركيا ملجأ لهم. وينقل اللاجئون السوريون إلى مخيم أقامه الهلال الأحمر التركي في بلدة يايلاداغي بالإقليم. ويوزع الهلال الأحمر الطعام ويقدم خدمات طبية وأغطية وملابس للاجئين، فيما يساعدهم سكان البلدة. وتشهد سوريا منذ آذار/مارس الماضي تظاهرات تطالب بالإصلاح تقول جمعيات حقوق الإنسان انه سقط خلالها أكثر من ألف قتيل ومئات الجرحى بينهم عناصر من الجيش والقوى الأمنية. وتتهم السلطات مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الآمن. واتهمت السلطات السورية "عصابات مسلحة " بقتل 123 فردا من القوى الحكومية في جسر الشغور بعد سيطرتهم على البلدة، حيث تجري حالياً عملية أمنية لاستعادتها. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء ان تركيا ستبقي معبرها الحدودي مع سوريا مفتوحاً في ظل توافد اللاجئين السوريين الهاربين من القتال في بلدهم.