نظراً للاهتمام المتزايد في الآونة الأخيرة بمسائل الوقف والحاجة الماسة لتفعيله في المجتمع فقد أوضح الأستاذ على بن سليمان الصوينع أمين مكتبة الملك فهد الوطنية أن الأوقاف كانت من خصائص المجتمعات الإسلامية ولا تزال تلقى عناية لائقة بها في معظم دول العالم الإسلامي وفي بلدنا بالذات لما لها من فوائد كثيرة ومتعددة على المجتمع وان من أهم مجالات الوقف مجال المكتبات ووقف الكتب إذا كانت المكتبات في وقتنا الحاضر تعتمد في تنمية مجموعاتها على الشراء بالدرجة الأولى فإنها في الزمن السابق اعتمدت وبشكل أساس على الوقف. وفي تراثنا الإسلامي مئات الصور والنماذج الدالة على نشاط الوقف في مجال الكتب والمكتبات يطول الحديث عنها، ولكنني أريد أن أوضح أننا في المكتبة الوطنية ندرك أن كثيراً من الأهالي والمواطنين لديهم كتب ومخطوطات ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ويحتارون في الطريقة المثلى في التعامل معها وربما أوقف بعض منها في زمن مضى ثم بدت الآن صعوبة الانتفاع بها إما لسوء حالتها أو للخشية عليها من الضياع أو لعدم إدراك أهميتها وهنا تكمن الخطورة، لذلك وجب التذكير بأن مكتبة الملك فهد الوطنية بحكم اختصاصاتها تحرص على حفظ هذه الكتب والمخطوطات بطرق حديثة، حيث تقوم بمعالجتها من التلف وتنبع هذه العناية من كونها جزءا مهما من تراثنا. الوطني ينبغي المحافظة عليه، ولهذا صدر نظام حماية التراث المخطوط في المملكة العربية السعودية والذي يحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز المشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية على تطبيقه من خلال المكتبة الوطنية وأضاف الأستاذ الصوينع أن المكتبة ومنذ إنشائها تلقت العديد من المكتبات الخاصة التي أدرك أصحابها أهمية حفظها في المكتبة لما تحظى به من عناية فائقة. وكان من آخر هذه المكتبات مكتبة الشيخ عثمان بن عبدالعزيز الأحمد - رحمه الله - والتي قام ورثته وفقهم الله بإهدائها إلى المكتبة وقد ثمن المسؤولون في مكتبة الملك فهد الوطنية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والمشرف العام على المكتبة مبادرة ورثة الشيخ والتي تعد إضافة قيمة للمجموعات الخاصة التي سبق وان أهديت للمكتبة مثل مجموعة الشيخ إبراهيم الطوق ومجموعة المهندس محمد آل الشيخ ومكتبة الشيخ ابن خميس ومكتبة الحقيل ومجموعة الشيخ ابن جنيدل ومكتبة محمد حسن زيدان وتضم مجموعة الأحمد كتبا مطبوعة ومخطوطات، وهذه الأخيرة هي التي ميزت هذه المجموعة فإلى جانب أهمية هذه المخطوطات نجد أن الصبغة المحلية التي ظهرت عليها جعلتها أكثر أهمية ونفاسة. فمن هذه المخطوطات مخطوطة كتبت في فترة مبكرة في نجد (1057ه) وأخرى (1100ه)، وفيما يلي استعراض لبعض مخطوطات هذه المجموعة: - نسخة عتيقة ونفيسة من مختصر جمهرة النسب لابن الكلبي والمختصر لياقوت الحموي كتبت في مدينة حماة سنة 673ه ويبدو أن هذه النسخة تملكها عدد من العلماء وعلى الهامش بعض التعليقات ومنهم عثمان بن منصور الذي ذكر عليها أن غالب نسابة الوهبة يقولون انهم من بني عدي بن عبد مناف وان نسبهم إلى تميم بالتبعية، وهذا أيضا كلام سبق أن نشر مثله محقق كتاب نبذة في أنساب أهل نجد لجبر بن سيار. - نسخة عتيقة تمثل الجزء الرابع من صحيح البخاري كتبها عبدالمنعم بن عبدالملك الفراشي الدميري في ذي القعدة سنة 671ه وعليها قراءة للشيخ على بن عبدالله بن رسلان من ذرية الصحابي سعد بن عبادة رضي الله عنه وهي مؤرخة في سنة 721ه بالقاهرة. - اختصار لوامع الأنوار البهية.. لشرح الدرة المضية في العقيدة، والمختصر هو الشيخ محمد ابن سلوم، بآخرها أبيات في مدح الكتاب، ثم أبيات أخرى مشابهة لمحمد بن حمد القصيبي وهو أحد تلامذة ابن سلوم، وكتب هذه النسخة حمد بن عبدالعزيز العريني سنة 1283ه. - معالم التنزيل للإمام البغوي، الموجود من هذه النسخة الجزء الأول، أوراقها مفككة وبها سقط في عدة مواضع عليها تملك الشيخ عثمان بن عبدالجبار قاضي بلدان سدير وأحد العلماء المعروفين. - شرح المنتهى للشيخ منصور البهوتي تبدأ هذه النسخة من كتاب البيع إلى آخر الكتاب مع نقص يسير من آخر الكتاب كتبت هذه النسخة في 29 شعبان سنة 1146ه بخط الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن سحيم الفقيه والناسخ المشهور المتوفى سنة 1173ه. - نسخة حسنة من قلائد المرجان في التاسخ والمنسوخ من القران لمرعي بن يوسف الكرمي نسخها أحمد بن إبراهيم بن أحد بن عبدالوهاب عبدالله بن مشرف يوم الأثنين 28 جمادى الثاني 1175ه الناسخ أحد العلماء الذين تتلمذوا على الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلى ورقة العنوان تملك مطموس لمحمد بن سيف غير مؤرخ. - نسخة نفيسة ومصححة من جلاء الافهام لابن القيم الجوزية، تعود للقرن الثامن الهجري، تملكها الشيخ عثمان ابن منصور في 26 محرم 1273ه، ودون على هامشها بعض التعليقات، وذكر ابن منصور أنه يروى هذا الكتاب وجميع كتب ابن القيم عن شيخه محمد بن على بن سلوم وعن شيخه أحمد ابن رشيد الحنبلي عن شيخهما محمد بن عبدالله بن فيروز عن أبيه..، وقد فقدت الورقة الأخيرة وعوضت بأخرى. - نسخة نفيسة من كتاب القاموس المحيط للفيروز ابادي كتبها الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن عضيب يوم السبت 15 جمادى الآخر سنة 1100ه والناسخ هو قاضي عنيزة وأحد العلماء، عرف بكثرة النسخ والاهتمام بالكتب وله بعض التعليقات الهامة على الهامش ويذكر ابن بسام في كتابه علماء نجد أن ابن عضيب ألف مختصراً للقاموس المحيط. - جدول فلكي في معرفة البروج ومنازل الشمس لعبد الرحمن بن أحمد الزواوي الاحساني يبتدأ هذا الجدول، من سنة 1201ه إلى سنة 1300ه في أصل المؤلف، اما النسخة التي بأيدينا فتبدأ من 1238ه إلى سنة 1293ه نسخها يوسف بن رحمة سنة 1256ه لأجل الشريف إبي نمي بن بركات وعليها تملك عبدالله الماوي من بني المنتفق وتوجد نسخة أخرى في المجموعة نفسها تبتدأ من سنة 1260ه إلى سنة 1293ه نسخها إبراهيم بن حسن الضبيب سنة 1260ه وذكر فيها أنه نقلها من نسخة نقلت من نسخة المؤلف. - رسالة في الأسماء الحسني لأحمد زروق (ت899ه) نسخها على بن محمد بن على بن محمد بن أحمد بن محمد بن منيف بن بسام سنة 1057ه قاضي أشيقر في زمنه. - شرح الكافية في النحو، نسخة حسنة، أوراقها مفككة، عليها تملك الشيخ فراج بن سابق الحنبلي. - مجموع لطيف ضم عدة رسائل منها منتخب من الكبائر للذهبي وفتاوى الإمام النووي ورسالة في علم الحديث لابن كثير والأربعون حديثا للعراقي وغيرها، وعلى هذا المجموع تملك حسين بن محمد بن مبارك العدساني مؤرخ في 1103ه وتملك عبدالله بن عبدالرحمن العدساني وتملك عثمان بن منصور مؤرخ في 1250ه.