ستة أعوام مرت - كلمح البصر - على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - مقاليد الحكم في هذه البلاد المباركة.. إنها في حساب الزمن لا تعني شيئاً يذكر، ولكنها في حساب الانجازات تعني الشيء الكثير والكثير جداً، فحين توضع مسؤولية الانجاز على كاهل قائد ملهم، ورائد حكيم كرّس حياته لوطنه، وأفراد شعبه لا يستغرب الرائي ما حدث اليوم على امتداد هذا الوطن القارة من تقدم ونماء على مختلف الأصعدة. احتفاؤنا نحن شعب المملكة العربية السعودية، وفرحتنا بالذكرى السادسة للبيعة لها مذاق خاص في نفوسنا حيث تهل علينا هذه المناسبة العزيزة، ووطننا يهنأ في حلل المجد والعزة والكرامة ويقف في شموخ مباهياً بقادته، وأمنه، واستقراره، ورخائه. لقد سابقت بلادنا في هذه الحقبة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الزمن لتحقق أقصى قدر من التنمية في كل مجالات الحياة الاجتماعية، والاقتصادية والتعليمية والسياسية وغيرها.. لقد أخذت خطط التنمية وبرامجها بعداً في غاية الأهمية جسدته المشاريع العملاقة كالمدن الاقتصادية ونهضة التعليم العام والجامعي، وأنظمة القضاء، وما خصص لها من ميزانيات ضخمة لتمويلها، ومن ذلك افتتاحه حفظه الله للمدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن مساء يوم الأحد 12/6/1432ه التي تمتد على مساحة ثمانية ملايين متر مربع.. حيث أن هذا الحجم يجعلها واحدة من أكبر عشر جامعات في العالم، وأكبر منشأة للتعليم العالي للبنات على مستوى العالم، كما تعتبر خطوة عملاقة تخطوها المملكة نحو تعليم وتمكين البنات من خلال أفضل ما يمكن أن يقدّمه قطاع التعليم العالي من بيئة، وسكن ومرافق تعليمية. والمحور الرئيسي لكل تلك الخطط هو حرص المليك على رفاهية المواطن السعودي وراحته، وتأمين احتياجاته، ورفع مستواه المعيشي حيث ظهر ذلك بوضوح في حزم الأوامر الملكية الكريمة بمئات المليارات التي أصدرها حفظه الله بعد عودته من رحلته العلاجية، وكان لها الوقع الفاعل والسعيد في قلب كل مواطن ومواطنة. لقد تبوأنا مركزاً مرموقاً في كل المجالات الحيوية، وحققنا بفضل الله، ومنّه، وكرمه، حضوراً متميزاً في كل القضايا الإقليمية والعالمية مع المحافظة على خصوصيتنا، ومكانتنا كدولة تحتضن أغلى ما يعتني به المسلمون في شتى بقاع الأرض الحرمين الشريفين.. لقد أثبتنا - من خلال الواقع - للعالم أجمع على أن صوت المملكة العربية السعودية هو صوت الحق والعدل، وأن مواقفها مواقف الحكمة والعقل، وأن سياستها ترتكز على أسس راسخة مستمدة من كتاب الله الكريم، وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم. يكفينا فخراً أننا بقيادة خادم الحرمين الشريفين - الملك المفدى - استطعنا أن نحافظ على سياستنا في التعامل مع الأحداث في الداخل والخارج مع ما نشهده من تلون وتغير في السياسات من حولنا حسب ما تمليه مصالح مزعومة أو واقع متغير. كل ذلك بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - بعد توفيق الله وعونه - أمدّ الله في عمره وأسبغ عليه ثوب الصحة والعافية وشدّ أزره بإخوانه الأوفياء وأبناء وطنه المخلصين. * عميد معهد التنمية والخدمات الاستشارية جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن