ثمنت قيادة المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اجتماع ضم الوزراء وعقد امس الاثنين برئاسة القائم بأعمال الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي المواقف الأخوية للأشقاء في المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً والتي تثبت عمق الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين وخصوصاً المواقف الإنسانية النبيلة في الظروف التي تمر بها اليمن اليوم. واعتبر الاجتماع :"أن هذه المواقف هي سمة أخلاقية وقيادية راقية لدى الأشقاء في المملكة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود . " واعلن هادي في كلمته في الاجتماع ان الرئيس علي عبدالله صالح بخير وانه سوف يعود لليمن من المملكة خلال الأيام القادمة وبعد تماثله للشفاء بعد ان نقل الى المملكة الجمعة عقب إصابته بجروح جراء الهجوم الذي تعرض له القصر الرئاسي وأدى الى مقتل 11 شخصا وإصابة 185 آخرين .الاجتماع المشترك للمكتب السياسي للحزب الحاكم والوزراء دان الاعتداء الذي استهدف صالح وكبار مسؤولي الدولة وأعتبره "عملاً إجرامياً لم يسبق له مثيل في تفكير وتدبير أعتى المجرمين على الأرض."وصعَّد الاجتماع من لهجته اتجاه خصوم النظام السياسي واعتبر الاعتداء" تصعيداً للمحاولات الانقلابية على الشرعية الدستورية ." وانتقد الاجتماع بشدة التصريحات الصادرة عن قيادات اللقاء المشترك المعارض وقال إنها " لا تمت إلى الأخلاق ولا للسياسة بصلة من خلال التعامل مع الجريمة النكراء وكأنها انتصار سياسي لتلك القوى." ودعا الاجتماع الجميع إلى عدم الانجرار وراء المحاولات الرامية إلى مفاقمة الصراعات وأعمال العنف التي تسعى بعض القوى إلى جرهم إليها عبر كافة الأعمال غير المشروعة، كما دعا الاجتماع كافة قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام في مختلف محافظات اليمن إلى رص الصفوف والتكاتف. .كما اكد على ضرورة العمل على تثبيت وقف إطلاق النار والالتزام بإنهاء المظاهر المسلحة وفقاً لقرارات اللجنة الأمنية ، لكن الانسحاب من المؤسسات الحكومية من قبل أنصار الشيخ صادق الاحمر لم يتم ، اذ يشترط الأحمر انسحاب القوات الحكومية وأنصارها المسلحين. وأكد الاجتماع أن قيادة المؤتمر الشعبي العام تؤمن بأن اليمن بحاجة إلى إصلاحات عميقة يشارك في صنعها كل القوى السياسية والشبابية دون استثناء لكي نجنب اليمن الحرب الأهلية التي أصبحت تدق نواقيس الخطر على اليمن ومستقبله، حسب البيان الصادر عن الاجتماع. الى ذلك يخوض سفراء الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي مفاوضات مكثفة مع الأطراف في السلطة والمعارضة لبحث نقل السلطة في اليمن إلى نائب الرئيس عبده ربه منصور هادي وتشكيل حكومة وحدة وطنية على اعتبار أن عهد الرئيس صالح انتهى. والتقى السفراء مسؤولين في السلطة والمعارضة الأحد وقال مسؤول في المعارضة ل"الرياض" إن المعارضة لا تمانع من نقل السلطة إلى النائب وتشكيل حكومة وحدة وطنية وفقا للمبادرة الخليجية والتي تنص أيضا على إجراء انتخابات رئاسية بعد 60 يوما. وأكد المصدر أن السفراء الثلاثة قالوا إنهم يناقشون اليمن ما بعد صالح على اعتبار انه قد تنحى كما كانت تنص المبادرة الخليجية ، وأنه يجري مناقشة إجراء ما بعد نقل السلطة وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة المعارضة وإجراء انتخابات رئاسية بعد ستين يوما من نقل السلطة إلى النائب. وقال القيادي في المعارضة إن تكتل اللقاء المشترك المعارض أكد انه سوف يشكل حكومة انتقالية إذا رفض المؤتمر الشعبي الحاكم وأقارب الرئيس صالح نقل السلطة إلى هادي وفقا للدستور والمبادرة الخليجية. وقال إن السفراء أكدوا أنه " لم يعد ضروريا توقيع الرئيس صالح على المبادرة لأنه قد غادر البلاد".. في حين قال قادة المشترك " بأنه لبدء الحوار لا بد من العمل على تهيئة الصراع على جبهتي الأمن والإعلام، عبر تشكيل لجنتين مشتركتين من الطرفين لتهدئة الأوضاع الأمنية والإعلامية". السفراء الأوربيون وسفير واشنطن وعدوا بنقل الأفكار إلى نائب الرئيس اليمني الذي بإمكانه أن يدعو إلى اجتماع مشترك بين حزب المؤتمر الحاكم والمشترك المعارض لمناقشة هذا الموضوع. ونقلت مصادر مطلعة القول إن الرئيس صالح توصل إلى اتفاق مبدئي لنقل السلطة واعتبار سفره لتلقي العلاج في الرياض بمثابة تنحيه عن الحكم..إضافة إلى وجود توافق إقليمي ودولي على أن الوضع القائم في اليمن أصبح يمثل ما بعد علي عبد الله صالح، وقوام ذلك البدء بتنفيذ المبادرة الخليجية دون الالتفات إلى بندها الخاص برحيل الرئيس صالح خلال 30 يوما من التوقيع عليها. ومن المتوقع أن تعقد المعارضة اجتماعاً مع نائب الرئيس صالح لمناقشة مسألة تهدئة الأوضاع وتشكيل حكومة مناصفة بين حزب المؤتمر الحاكم وفقا لنص المبادرة الخليجية. وفيما قالت وكالة الأنباء الرسمية إن صالح بعث برقية تهنئة إلى صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة ، هنأها فيها بمناسبة احتفالات شعب المملكة المتحدة الصديق بعيد ميلاد الملكة والى ملك مملكة السويد هنأه فيها بمناسبة احتفالات شعب السويد الصديق بعيده الوطني . واعتبر عبده الجندي ذلك دليلا على ممارسة صالح لصلاحياته كرئيس للدولة. وقال إن أي نقل للسلطة لن يتم إلا بموافقة صالح. وأكد أن نائب الرئيس يمارس صلاحياته ويقوم بمحادثات من أجل التوفيق بين القوى المختلفة والتهدئة للوضع المتفجر. وعلى الصعيد الميداني قتل ثلاثة من أنصار الشيخ صادق الأحمر على أيدي قناصة فيما استمر إطلاق النار والقصف المتقطع مساء الأحد. وقال عبد القوي القيسي مدير مكتب الشيخ الأحمر إن قوات الحرس الجمهوري والأمن لا زالت تواصل خروقاتها والاعتداء على منزل الشيخ الأحمر رغم التوصل لهدنة وقف إطلاق النار. وسمع مساء الأحد إطلاق نار وانفجارات بحي الحصبة بشكل متقطع .