لايختلف اثنان على أن فئة الشباب تمثّل مصدر قوة لأي مجتمع، لما يمتلكونه من طاقات وقدرات تساعدهم على التفاعل والاندماج والمشاركة في جميع القضايا، كما أن لهم دورا مهما في عملية البناء والتحديث والتجديد، فهم أول الشرائح الاجتماعية التي ترفع لواء التغيير والتطوير في السلوك والعمل؛ لذلك نرى التربويين والخبراء يولون أهمية خاصة للشباب؛ لأن امتلاكهم وكسب ودهم، يؤدي إلى امتلاك أهم عناصر المستقبل، لاسيما إذا عرفنا أن نسبتهم تفوق خمسة ملايين من التعداد السكاني في المملكة. ويبقى الفراغ وكيفية استثماره هو أحد أهم المشاكل التي تعترض جيل اليوم، وهو ما يدعو إلى أهمية عمل الدراسات، وإقامة الندوات لمعرفة كيفية استغلال طاقات الشباب فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة. في هذا التحقيق نناقش قضية جوهرية ترتكز على كيفية إعادة الشباب من عالمه الخاص إلى التواصل مرة ثانية مع مجتمعه، إلى جانب التفاعل البناء مع القضايا اليومية الملحة، حيث يلقي الشباب باللائمة على بقية أفراد المجتمع، فهم يعاملون على أنهم أشخاص مختلفون وكأنهم جاءوا من كوكب آخر، ممنوع دخولهم الأماكن العامة، فيما يرجع البعض سلبية الشباب إلى أساليب التنشئة المعتمدة في المجتمع، بدءاً من الأسرة ونظام التعليم ومؤسسات الإعلام والثقافة، ثم تسليط الضوء على نظرة الشباب نحو المستقبل وظروف العمل والزواج وقيم المجتمع بشكل عام.