يعيش أهالي "قرية الزهبين" -جنوب بلدة المضايا بمنطقة جازان- على هامش الحياة، فلا كهرباء يروا بها النور، ولا طريق "اسفلتي"، ولا مياه صالحة للشرب، معتمدين على قوالب الثلج و"بيوت القش" لترويهم وتقيهم حرارة الصيف، ومع ذلك فهم يكابدون صعوبة الحياة ومراراتها، محتفظين بأرضهم وبمنازلهم المتواضعة، التي تلتحفها أشجار الطلح، والتي كما يقولون ورثوها عن أبائهم وأجدادهم منذ أكثر من قرن من الزمن. "الرياض" تجولت في هذه القرية ووقفت على معاناة أهاليها من عدم توفر الحياة والعيش الكريم؛ بسبب نقص الخدمات الحياتية الضرورية، والتي تأتي الكهرباء أهمها، على اعتبار أنها عصب الحياة والخدمة الأهم في هذا العصر. في البداية قال "علي غويري" -80 عاماً-: إننا نعاني من عدم وجود الكهرباء، على الرغم من مطالبنا المستمرة للشركة بتوفيرها لنا ووعودهم المستمرة بحل المشكلة، إلا أننا لم نلمس اي شيء حتى الآن، مضيفاً: "يبدوا أنه ليس مكتوباً لي مشاهدة هذا الحلم الذي طال انتظاره، فالقرية تعتمد في الليل على إضاءة المواطير الصغيرة، وهي كثيرة الأعطال، كما أنها تستنزف جيوبنا، وكذلك الفوانيس، أما في النهار فتجدنا نعمل تحت لهيب الشمس الحارقة، معتمدين على قوالب الثلج وبيوت القش لتروينا وتقينا من حرارة الشمس ولهيبها". وأكد المسن "محمد حكمي" على أنهم في هذه القرية معزولون عن الخدمات، مبيناً أن الأمر يتطلب النظر في الطريق الترابي الذي يستخدمونه في التنقل إلى القرى المجاورة، ذاكراً أنه يتحول إلى وحل في موسم الأمطار، متمنياً أن تتم سفلتة قريباً شأنهم شأن القرى الأخرى. الطريق الترابي المؤدي إلى القرية وأضاف: ننتظر لفتة من المسؤولين لكي ينقذونا من هذه الحياة البائسة، موضحاً أن لجنة التعديات تهددهم بين الفترة والأخرى بالخروج من منازلهم وأرضهم، بحجة إنا المنازل تقع بين غابة من الأشجار كما يقولون!. وقال شباب القرية: نشكر "الرياض" على اهتمامها ومتابعتها بأحوال المواطنين، مطالبين بإيصال الخدمات، فلا كهرباء ولا هواتف ولا مياه نظيفة، ولا حتى طريق معبد، مشيرين إلى أنهم أصبحوا معزولين عن القرى، وخاصةً أنه يوجد بينهم الكثير من الطلاب يدرسون في جميع المراحل الدراسية، وعدم توفر هذه الخدمات يؤدي الى توقف كثير منهم عن مواصلة الدراسة. من جهته قال "علي الحكمي" -رئيس المجلس البلدي بمركز الحكامية-: إن هناك مقترحاً بوضع حزام دائري يضم جميع البيوت المتناثرة في قرية الزهبين بداخله، ثم توزع أراضٍ لهم مع تقديم جميع الخدمات هناك.