كثف حلف شمال الأطلسي (ناتو) امس الضغط على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي من خلال نشر مروحيات هجومية للمرة الاولى. وقال الحلف العسكري في بيان ان الاهداف التي تم مهاجمتها ليلة الجمعة تضمنت عربات ومعدات عسكرية وقوات برية. وقال الليفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد عملية الحامي المتحد التي يقودها الناتو "هذه المشاركة الناجحة تثبت القدرات الفريدة لاستخدام مروحيات هجومية". واضاف بوتشارد "سوف نواصل استخدام هذه الاسلحة حيثما وحينما تقتضي الضرورة، مع توخي نفس الدقة مثلما نفعل في كل مهامنا". ونفي وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ان يكون نشر المروحيات اعترافا بفشل استراتيجية يتم تطبيقها حتى الان. وقال فوكس على هامش القمة الامنية الاسيوية المنعقدة في سنغافورة "استخدام المروحيات الهجومية هو امتداد منطقي لما نقوم به بالفعل". واضاف "استخدام المروحيات ليس الخطة "ب" على الاطلاق "متابعا ان النشر الجديد يظهر استعداد الناتو "لاستخدام الامكانيات المتاحة لدينا" وتعطي الحلف فرصة " لمهاجمة اهداف جديدة". وفي الشهر الماضي، وافقت بريطانيا وفرنسا على نشر مروحيات اباتشي وغازيل في محاولة لتحسين جهود الناتو لتطبيق قرار الاممالمتحدة الذي يهدف الى منع القذافي من قتل المدنيين المعارضين لنظام حكمه. وتسمح المروحيات الهجومية للناتو بمزيد من المرونة في عملياته بالاضافة الى شن هجمات اكثر دقة ضد قوات القذافي . ولكن الطيران على ارتفاع منخفض ، يعرض هذه المروحيات للهجمات المضادة. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي وافق فيه مجلس النواب الأمريكي الجمعة على قرار يدعو الرئيس باراك أوباما لإيضاح دور الولاياتالمتحدة في ليبيا. وكان الناتو قد بدا في شن الهجمات الجوية في نهاية شهر أذار/مارس بعدما اصدر مجلس الامن قرارا يأمر بحماية المدنيين في النزاع. وقال وزير الدفاع البريطاني ان الحملة تضعف قدرة القذافي على القيادة والسيطرة وتحد من الامدادات التي يتلقاها. واستطرد "التاريخ سوف يعود بذاكرته الى الوراء ويقول اننا ربما تمكنا من منع كارثة انسانية مروعة". واعلنت رئاسة اركان الجيوش في باريس صباح امس، ان مروحيات للجيش الفرنسي من نوع تيغر وغازيل شنت للمرة الاولى ليل الجمعة السبت غارات على الاراضي الليبية، بالتعاون مع مروحيات بريطانية. وكان الحلف الاطلسي اعلن خلال الليل انه استخدم للمرة الاولى مروحيات قتالية في ليبيا لقصف تجهيزات وقوات لجيش العقيد معمر القذافي. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الكولونيل تياري بوركهار "تم تدمير عشرين هدفا، منها 15 آلية عسكرية وخصوصا سيارات بيك آب مسلحة". واضاف ان هيكليات لقيادة الجيش الليبي قد استهدفت ايضا. واوضح المتحدث ان بضع مروحيات اضطرت للرد على اطلاق نار من اسلحة خفيفة من الارض، لكن ايا من المروحيات لم تصب وعادت جميعا الى حاملة الطائرات تونير للبحرية الوطنية الراسية قبالة السواحل الليبية. ولم تحدد رئاسة الاركان عدد المروحيات التي شاركت في الغارات ولا الاماكن التي قصفتها. وقال الكولونيل بوركهار ان "مشاركة مروحيات يعد مكملا للوسائل الجوية والبحرية المشاركة في العمليات، لزيادة الضغط الذي يمارس حتى الان على قوات القذافي". وقد نشرت فرنسا وبريطانيا منذ منتصف ايار/مايو مروحيات قتالية قبالة السواحل الليبية، بالاضافة الى طائرات مقاتلة، لتعزيز قدراتهما على التحرك ضد قوات العقيد القذافي. واكدت لندن تدخل طائرات الاباتشي خلال الليل.