اعلنت اسرائيل حالة التأهب في صفوف جيشها على عدة جبهات استعدادا لتكرار سيناريو 15 ايار، يوم غد الاحد في ظل الدعوات لاحياء ذكرى نكسة حزيران من خلال فعاليات واسعة النطاق داخل فلسطين وعمليات زحف باتجاه حدودها من الدول العربية المجاورة. وفي هذا الاطار ، فرضت قوات الاحتلال اجراءات مشددة في مدينة القدس ومحيطها وقيدت وصول المصلين الى المسجد الاقصى المبارك ، حيث لم تسمح بدخول الرجال من حملة الهوية الزرقاء دون سن الخامسة والاربعين ، تحسبا لحدوث "اضطرابات" لمناسبة مرور 44 عاما على نكسة حزيران 67. وعززت قوات الاحتلال منذ ساعات الصباح انتشارها في شوارع المدينة المقدسة لا سيما بلدتها القديمة واقامت الحواجز في مناطق عديدة ، ودققت في هويات المصلين ولم تسمح لمن هم اقل من 45 من ابناء القدسوفلسطينيي 48 بدخول المسجد ما اجبر العشرات لاداء الصلاة في الشوارع والساحات. من جانبه ، قال رئيس اركان جيش الاحتلال الاسرائيلي بني غانتس ان جيشه يواصل استعداداته في مختلف القطاعات لمواجهة التطورات المحتملة خلال ذكرى النكسة ، مؤكدا انه أصدر تعليماته بإطلاق الرصاص الحي على كل من يحاول اجتياح الحدود. بدوره حذر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في كلمة له خلال حفل بالقدسالمحتلة مساء امس الخميس من محاولات المتظاهرين اقتحام الحدود والدخول الى اسرائيل وادعى ان "لاسرائيل الحق والواجب في الحفاظ على حدودها والدفاع عنها، واضاف: تعليماتي واضحة.. العمل بضبط للنفس ولكن بالتصميم اللازم للحفاظ على حدودنا". ونصبت قوات الاحتلال المزيد من الحواجز في شمال الجولان السوري المحتل قرب قرية مجدل شمس التي شهدت مواجهات دموية في 15 مايو الماضي عند اقتحام مئات المتظاهرين السياج الحدودي من سوريا ، وأعلن عنها منطقة عسكرية مغلقة ولن يسمح لسكان البلدة فقط بدخولها. كما كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي انتشاره في منطقة مارون الرأس على الحدود اللبنانية. وكانت اسرائيل نشرت تعزيزات اضافية من جيشها واعادت نشر حقول الالغام في المقاطع التي تبين أن الالغام لم تكن ناجعة في منع المتظاهرين ، وتم حفر الخنادق ونصب لافتات تحذيرية باللغة العربية. كما جرت أعمال ترميم على طول الجدار الحدودي في هضبة الجولان ، وزودت قيادة المنطقة الشمالية بوسائل عديدة لتفريق التظاهرات ، فيما صدرت اوامر واضحة باطلاق النار على كل من يجتاز الجدار الحدودي. ووفق المصادر الاسرائيلية فان التقديرات تشير الى احتمال وقوع "اضطرابات" في قاطع واحد أو اثنين فقط قرب الجدار في ضوء استخلاص الدروس في الجانب الاخر من الحدود، ويخطط لمحاولات اقتحام في عدد كبير من النقاط في آن واحد. كما توجد امكانية "اعتصامات جماعية" على طول الجدار برفقة وسائل اعلامية عديدة وسلسلة طويلة اخرى من الاستفزازات على طول الجدار. وتتوقع اسرائيل ان تكون سفارتاها في مصر والاردن، نقطتي احتكاك اخريين في ذكرى النكسة، ولهذا سارعت الى اجراء اتصالات وثيقة مع السلطات في هاتين الدولتين. غير انها تتوقع ان تكون الجبهة الاوسع للتظاهرات في مناطق الضفة الغربية. ونقل عن مصادر امنية اسرائيلية انها تجري تنسيقا مع أجهزة الامن الفلسطينية لمنع تحول التظاهرات الى حركة جماهيرية نحو معسكرات الجيش الاسرائيلي، والمستوطنات وجدار الفصل. وهددت بانها ستعتبر اقتحام الجدران من أي نوع تجاوزا للخطوط الحمراء ، والرد سيكون الفتح بالنار الحية.