يعد مدرب القادسية البلغاري ديمتيار ديمتروف من المدربين الذين حققوا انضباطا مهنيا للاعبي الفريق، وهو من المدربين الذين قدموا نهجا تدريبيا جيدا من خلال التكتيك وانضباط اللاعبين بأدوارهم من خلال العمل التنظيمي الذي شهده القادسية في الموسمين الماضيين، بيد أن النتائج كانت غير جيدة ولاترضي طموح القدساويين، إذ ظل الفريق يعاني في البحث عن البقاء إلى جانب خسارته العديد من النقاط أمام الفرق التي كانت تنافسه على البقاء. "دنيا الرياضة" التقت ديمتروف في حوار سلط من خلاله الضوء على كافة الأمور المتعلقة بالفريق ونتائجه طيلة فترة تواجده،وكان هادئا في إجابته على جميع الأسئلة دون غضب أو سخط حتى في الاتهامات الموجهة إليه، إذ حمل الإصابات والأخطاء التحكيمية جزءاً كبيرا من حالة التدهور للقادسية إلى جانب عدم نجاح اللاعبين الذي تم التعاقد معهم لدعم الفريق لكنهم لم يحققوا الهدف المطلوب، العديد من الأمور يكشفها ديمتروف في حواره التالي: ٭ بداية كيف وجدت القادسية عند توليك مهمة تدريبه نهاية الموسم الماضي؟! - كل مدرب تكون بدايته صعبة وأنا لا أختلف عن أي مدرب وقد كانت لحظة إشرافي على القادسية صعبة للغاية لسببين؛ الأول أنني جئت بعد بداية الدوري، والسبب الآخر أنني توليت الفريق بعد عمل مدربين قبلي وهذه المهمة تحتاج إلى وقت طويل حتى أتعرف على اللاعبين. وقد بدأت عملي في تركيز القواعد والأهداف التي أعمل من أجلها وسبق أن وضحتها للاعبين، فنجحت في الموسم الماضي بتحقيق هدف البقاء غير أنني لم أوفق هذا الموسم في تقديم عمل يرضي الجميع لأسباب مختلفة. ٭ماهي هذه الأسباب التي أثرت سلبيا على عدم نجاحك هذا الموسم؟ -أولا يجب الاعتراف بأن الإعداد كان جيدا، والإدارة وفرت الدعم المطلوب للفريق منذ البداية وحتى آخر مباراة أمام الاتفاق، ولكن الظروف كانت أقوى من الجميع إذ تعرض الفريق لموجة من الإصابات التي داهمتنا فقبل الدوري خسرنا المحترف الأردني مهتد محارمة وبعد أول مباراة خسرنا المهاجم ماستر ايدو وبعد فترة وجيزة أصيب المهاجم جون جامبو ولم تكتمل صفوف الفريق إلا في نهاية الدوري هذا احد الأسباب إلى جانب الأخطاء التحكيمية التي كانت سببا مباشرا في خسارتنا العديد من المباريات عدا ذلك كانت أمورنا مطمئنة وأداؤنا جيدا بيد النتائج كانت غير مرضية. ٭ولكن القادسية ظل يعاني ويخسر المباراة تلو الأخرى فكيف تلقي باللوم على التحكيم؟ -افهم كلامك! وصحيح الفريق عانى ولكن للأسباب التي ذكرتها لك، وهناك سببا آخر عدم نجاح اللاعبين المحليين الذين تم التعاقد معهم لدعم الفريق والدفع به للأمام، لكنهم لم يوفقوا، وهذا عامل كنا نعول عليه كثيرا خلال فترة الإعداد في المانيا، غير أن التطبيق على الأرض أثناء الدوري اختلف كثيرا فاختفى العديد من اللاعبين الذين برزوا في المعسكر. ٭ولكنك أبعدت المهاجم احمد الصويلح في وقت حرج للغاية فهل كان ذلك بقرار منك أم بإيعاز من الإدارة؟ -أحب أن اؤكد بأنني المسؤول عن جميع أمور الفريق والإدارة لاتتدخل في عملي، من حقها مناقشتي والجلوس معي لكنها لم تفرض علي رأيا أو لاعبا، والصويلح لم يستبعد من الفريق بل وضع له برنامج خاص لتخسيس وزنه الذي كان مؤثرا على مستواه، وقد طلبت منه ذلك أكثر من مرة وأخيرا رأيت من مصلحته وضع هذا البرنامج والحمدالله استفاد وتمكن من العودة لتدريبات الفريق. ٭ولكن البعض يتهمك بمجاملة لاعبين على حساب آخرين؟ -هذا الاتهام باطل، فأي مدرب يبحث عن مشاركة اللاعب الذي يحقق له نتيجة ايجابية وليس العكس، ونجاح اللاعب من نجاح المدرب، ودائما كنت ابحث عن إشراك اللاعب الجاهز فنيا ولياقيا حسب معطيات وظروف كل مباراة دون النظر إلى اسم اللاعب وهذه الإستراتيجية قد وضحتها للاعبين منذ بدايتي مع الفريق. ٭ وكيف كان تقبل اللاعبين لهذه السياسة من العمل؟! - بصراحة في البداية كان صعباً عليهم أن يبدأوا حياة جديدة في عالم التدريب تعتمد على الانضباط في المواعيد المحددة وعدم الغياب وتطبيق النظام بشكل صارم ولكن بعد فترة تأقلمنا وتعود الجميع على النظام فكانت هذه المجموعة الجيدة التي بمقدورها النجاح مع أي مدرب. ٭ سمعنا بأن هناك تدخلات في عملك من قبل الإدارة؟ - هذا الكلام غير صحيح وهدفه الإثارة والتأثير على الفريق، وللأسف أن تكون مثل هذه الأخبار الشائعة والترويج لها دون وجه حق، خصوصاً بعد أن رأوا الفريق قد نهض وبدأ يحقق الانتصارات، ومثل هذا العمل مكشوف ولن يؤثر علينا. وأنا مدرب والمسؤول الأول والأخير عن كل صغيرة وكبيرة بالفريق والإدارة لم تتدخل بل وفرت لنا الدعم والاهتمام الكبير باللاعبين. ٭ بعد كل خسارة تؤكد أن القادسية لم يقدم ما تأمله، ما السبب؟ - لأنني أعرف إمكانات فريقي وأدرك تماماً أن القادسية قادر على تقديم ما هو أفضل وأن النتائج التي حققها ليست المطلوبة.. وهذا هو أملي وأمل الإدارة. فضاعفنا العمل واجتهد اللاعبون غير أننا لم نوفق في اجتهادنا للأسباب التي ذكرتها في بداية حديثي وهذا لايعني عدم وجود أخطاء فكل عمل لابد من الأخطاء لكنها لم تكن السبب الرئيس وراء نكسة الفريق. ٭ الخسارة في ديربي الشرقية كانت نقطة تحول.. وصدمة لجماهير القادسية بالهبوط التي كانت تنتظر منك الفوز في ختام مشوارك؟ -في هذه المباراة لا ألوم اللاعبين فقد لعبوا وقدموا المطلوب منهم، وكنا نأمل بالفوز للبقاء بدوري "زين" لكننا خسرنا رغم المستوى الجيد الذي كنا عليه في المباراة، ونحمد الله أن الفريق بقي ولم يهبط بعد قرار الرئيس العام التاريخي الذي أنصف القادسية واستفاد من القرار في البقاء. ٭ بكل صراحة ما رأيك في اللاعبين الأجانب؟ - نتائج الفريق هي التي ترد وليس المدرب إلى جانب المستويات التي يقدمها كل لاعب.. وأجانبنا في رأيي كانوا جيدين عطفا على مستوى الفريق ونتائجه بشكل عام واعتقد بأن جامبو وفتاي قدموا مستويات جيدة وأداء متصاعداً.وبإمكانهم النجاح مع أي فريق يلعبون له. ٭ ما تعليقك حول اتهامك بالشدة الكبيرة في التعامل مع اللاعبين؟ - الشدة مطلوبة في أي عمل ولكي تفرض الانضباط لا بد أن تكون حريصاً وشديداً في تنفيذ القوانين ولا اعتبر تنفيذ الأنظمة شدة في التعامل. وهل مطلوب مني التراخي والتساهل في دخول وخروج اللاعبين وأن أسامحهم إذا لم يؤدوا واجبهم بتنفيذ التدريبات، لو عملت ذلك لضاع الفريق. ٭ في رأيك هل القادسية قادر على تغيير صورته في الموسم المقبل والاستفادة من أخطاء الموسم الحالي، أم أنه يفتقد لأدوات العودة لوضعه الطبيعي؟ - القادسية أو غيره من الأندية قادر على المنافسة وتصحيح أوضاعه إذا عرف كيف يحول أخطاؤه إلى نجاح، فهو لايختلف عن بقية الفرق ولديه الروح والعزيمة والإصرار على تخطي الصعاب، لكن ذلك يحتاج عمل مضاعف وتعاون من قبل الجميع إدارة ولاعبين وجهاز فني ودعم جماهيري. ٭بصراحة ماذا يحتاج القادسية لكي يقدم نتائج جيدة ويبتعد عن شبح الهبوط في الموسم المقبل؟ -سلمت الإدارة تقريراً فنياً مفصلاً عن حالة الفريق وكل لاعب، ومايحتاجه الفريق من لاعبين في متوسطي الدفاع والمحور وهناك لاعبون قد ضمنتهم تقريري لدعم الفريق رغم عدم بقائي كمدرب لأنني أرى استفادة الفريق منهم، والقرار بيد الإدارة في اتخاذ الخطوات التصحيحية المناسبة.