هروب العمالة ظاهرة يعاني منها ويشتكي الجميع، خاصة وأن الواحد منا يشقى ويكدح وينتظر الشهور الطوال، ويتكلف مبالغ باهظة حتى يحصل في النهاية على عامل أو عاملة.. وقد حذرت دراسة حديثة نشرتها صحيفة الحياة في عددها بتاريخ 1/6/2011 من ازدياد معدل هروب العمالة الوافدة من كفلائها مشيرة إلى أن من يحملون جنسيات آسيوية يأتون في مقدمة الهاربين يليهم العرب والأفارقة ، وجلهم من فئة الشباب ذوي المهن الدنيا ، وغالبيتهم أميون ومن ذوي الدخول المحدودة ، وعزت الدراسة التي أجراها الباحثان الدكتور مساعد الحديثي والدكتور المأمون السركار بعنوان "ظاهرة هروب العمال الوافدين من كفلائهم ..الأسباب والدوافع " أسباب الهروب إلى محاولة تحسين الدخل، وعدم الراحة في العمل والمعاملة السيئة من الكفيل ، وطول فترة الدوام ، ولم تتعرض الدراسة فيما نشرته صحيفة الحياة إلى هروب العاملات ، وخاصة الفلبينيات والأندونيسيات ، وهي ظاهرة قد استشرت وتفاقمت في الأيام الأخيرة ، خاصة بعد توقف استقدام هذه العاملات من بلادهن ، حتى وصل أجر الواحدة الشهري إلى 2000 ريال ، والمشكلة أن هناك طلباً متزايداً عليهن رغم أنهن هاربات ، ورغم ما يكتنف تشغيلهن من مخاطر ، وبالطبع رغم " دلعهن " ولكن ما بوسع الإنسان وخاصة إذا كان كهلًا وزوجته عجوزاً أن يصنع ؟ بل إن من ينجح هذه الأيام في الحصول على خادمة يعتبر محظوظا ، وهذا الوضع غير القانوني لتشغيلهن والتهالك عليهن يتطلب من وزارة العمل أن تحل مشكلة هذه العمالة مع بلديهما ، وتفتح باب الاستقدام من هذين البلدين ، خاصة وقد أصبح هناك طلب من عاملاتهن من الدول الأوروبية ، وأنا هنا في باريس أشغل عاملة فلبينية ، وهي تتقاضى ثلاثة أضعاف ما تتقاضاه العاملة الفلبينية في بلادنا ، فعسى الله أن يأتي بالفرج..