وإن غضب البعض ، فهذه حقيقة كثير من فتياتنا ، في زمن عزّ فيه الرجال !!... فها هي فتاتنا تنتظر النصيب ، وتُقلق من حولها ، وتخاف أن يمضي ربيع العمر ، أو أن يفوتها قطار الحياة ، فتلح في الطلب ، وتكثر الدعاء ، وتستعجل الاستجابة ، وتبذل الاسباب المشروعة والممنوعة ، وعندما يأتي النصيب ، ويحصل المراد ، ترجع تندب حظها ، وتبكي نصيبها ، لتشتكي عيوبه ، وتفضح سره ، وتبحث عن البقع السوداء في الثوب الابيض ، وترميه بكل الطوام بناء على موقف او موقفين ، لأنها بكل بساطة تريده رجلاً خالياً من العيوب ، ومنقّى من النقائص ، مصفى من كل الشوائب ، تريده نسخة محسنة من ابيها ، او صورة معدلة من أخيها ، تريده مفصّلا مطرزا كالفستان الذي تلبسه ويلبسها ، وتريده مستخلصا او مقطرا كالعطر لا أثر فيه لشوائب بيئته ومجتمعه الذي تربى فيه .. **** عيب بناتنا أنهن ينسين أن رباط الزواج يقتضي منهن ان يتبنين الشخص بكل مافيه من مشاكل وعيوب وأخطاء ، لتقوم هي بتشجيع الحسن وتقليم السيئ وإخفاء الفاسد وإبراز الصالح ، اما ان تحاول تقشيره لتأكل اللب ثم ترمي بالقشر ، فهذا محض الانانية لشخصية استهلاكية تريد ان تأخذ ولا تعطي ، شخصية نسيت ان الزواج في اساسه حملُ تبعات، وتبني مشاكل وإصلاح وإنضاج وتكامل مع شخص سيبقى معك ابد العمر .. **** شكاوى النساء في العيادة لا تنتهي ، ترميه بالويلات والطامات وتصمه بأقذع الاوصاف لاجل موقف طارئ ، فتنبزه بالبخل لانه لم يهدها في مناسبة ذكرى زواجهما طقماً من ذهب ، وترميه بالبرود وعدم المسؤولية لانه تأخر في زيارة أمها .. وسخافات اخرى لانقبلها حتى ولا من الاطفال ، ولكنها ثقافة الدلال وعدم احترام نعمة الزواج المستقر ، الذي تفتقده كثير من النساء العانسات او المعلقات او المطلقات او الارامل ، نعمة عظيمة لايعرف قدرها من تربت وسط بيت أبوي منعم ، فيه سائق وخادمتان وكل وسائل الترفيه والترف الحديثة ، مع فكر مراهق لايحسب للزمان حسابا ، ولا يفكر في المستقبل الذي سرعان مايصبح حاضرا .. **** سبحان الله .. دائما مايخبرنني بأن هناك شيئاً ناقصاً !!.. إن وجدت الحب افتقدت وفرة المال ، ولا يجلب السعادة الا المال ..!!.. وإن وجدت المال افتقدت الحب ، ولا تطاق الحياة بدون الحب ..!!.. وإن وجدت المال ووجدت الحب صدقوني ان فتاتنا لن تعدم الشكوى ، وسيفتق لها ذهنها الجهنمي شكوى جديدة أقضت مضجعها وأفقدتها السعادة ... **** وتبقى النساء دائما يردن الرجل ، ولكنهن يرفضن مشاكله وعيوبه ، ورحم الله زماناً مضى كان للنساء فيه صدور كالصناديق المقفلة او كالقبور ، تدفن الواحدة منهن شكواها ، ولا تذكر عيب زوجها ، وتمدحه في غيبته ، وتدعو له في سرها وعلنها ، لانها آمنت بأنه هو جنتها ونارها في الدنيا قبل الآخرة ، وشفى الله والدتي التي كانت تردد على مسامعنا دائما (كوني له أمَة يكن لك عبداً ).. وعلى دروب الإصلاح نلتقي ونرتقي ..