لا أدري هل سيكون رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد مضطراً في كل مباراة حساسة أو مصيرية يخوضها أحد فرق ناديه أن يترك مقعده ليذهب باتجاه جماهيره لتهدئتها وإعادتها لوضعها الطبيعي بعد كل محاولة لها لتوتير أجواء الملاعب والصالات عبر ممارسات لفظية وفعلية خارجة عن حدود التشجيع المثالي، وهو ما شاهدناه على الأقل ثلاث مرات في غضون أسبوع واحد؛ سواء في مباراتي فريق الكرة الطائرة أمام الهلال في الرياضوجدة، وفي مباراة فريق كرة القدم مع الشباب في الرياض. ما يحدث من جماهير النادي الأهلي من تصرفات مرفوضة ليس حدثاً آنياً، وإنما هو إعادة لإنتاج حالات الخروج عن النص التي أصبحت سمة أهلاوية، ولست بوارد سرد الأحداث التي قامت بها، ولعلي اكتفي بالتذكير بحادثتي الأعلام السود التي غطت مدرجات استاد الأمير عبدالله الفيصل في العام 2005 احتجاجاً على التحكيم، والتي استدعت اتحاد الكرة آنذاك لاستصدار بيان شديد اللهجة، وكذلك حادثة التلويح بالأوراق النقدية في بداية الدوري هذا الموسم في مباراة الفريق أمام الشباب، وبين هاتين الحالتين حالات أخرى شوهت صورة الكيان الأهلاوي الكبير. بعض الأهلاويين يبررون تلك التصرفات بأنها تصدر كردات فعل لحالة للأخطاء التحكيمية الكوارثية التي تقع في حق الفريق كما حدث في مباراة الفريق الأخيرة مع الشباب، والتي دفع الفريق ضريبتها بالفعل؛ لكن ما ليس مبرراً هو الإمعان الأهلاوي الدائم إن تلميحاً أو تصريحاً بأن تلك الأخطاء متعمدة ومستقصدة، وهي الاتهامات التي أدت إلى تحريض الجماهير الأهلاوية وتأليبها بشكل غير مباشر على التحكيم، وهي التي استفزت قبلهم أيضاً لاعبي الفريق بدليل ما نشاهده من حالة غليان دائم جعلتهم من أكثر لاعبي الأندية حصولاً على البطاقات الملونة لاسيما الحمراء، بالإضافة إلى العقوبات الانضباطية التي صدرت بحق غير لاعب. ما يدعو لرفض تلك التصريحات والممارسات الأهلاوية ليس ما تحمله من نبش في الضمائر، وتشكيك في الذمم، وتأزيم للواقع الرياضي، وإنما لأنها أصبحت تتجاوز حدود المنطق، فالأهلاويون لم يعودوا يثقون في أي حكم أكان محلياً أو أجنبياً، فكما اعترضوا بالأمس على العريني فقد اعترضوا قبل ذلك على المرداسي والعمري وغيرهم من الحكام. بل حتى على رؤساء اللجان وأعضائها وذلك منذ مواسم بعيدة، بل إن الحكم الأجنبي دخل دائرة الشكوك وليس بعيداً عنا ما حدث منهم تجاه الحكم الفرنسي (هيرفي) الذي أدار مباراة فريقهم مع النصر في الدوري الأول من الدوري. أعرف جيداً أن الأهلاويين يعانون من احتقان شديدة جراء ما يحيق بالفريق من تدهور واضح رمى به خارج المنافسة على الألقاب، بل أصبح غير قادر حتى على التسلل لمناطق المنافسة، وبالكاد يستطيع الوقوف على إحدى العتبات الوسطى في سلم الترتيب؛ بل حتى بطولات "النفس القصير" التي ارتبط معها بعلاقة لم تعد الآن على ودٍ معه؛ لكن ما أعرفه أكثر أن الاحتقان سيشتد أكثر إن ظنوا أن البطولات تأتي بالقوة، ولو أنها كذلك لكان "غيرهم" أشطر!.