نعرف ان الشامتين كما قال رئيس الهلال سيتوالدون ويتكاثرون وسيجدونها فرصة للانتقاص من قيمة الفريق واستغلال خروجه لنفث حقدهم وسمومهم واعتبار ذلك بطولة مستقلة بالنسة لهم، غير مدركين انهم بذلك يسيئون للاتحاد الفريق السعودي الاخر، ونعرف ان هناك من "فحط" سنوات طويلة للبحث عن بطولة "محلية" فوق وتحت المكاتب وليس خارجية يروي بها ظمأ جماهيره ولكنه لم يستطع، وندرك ان هناك من سيقيم الافراح والليالي الملاح من اجل الفوز ببطولة سنية واخرى تنشيطية وثالثة هامشية، ونعرف ان من طردوا بسبب "هذا الهلال" من الوسط الرياضي شر طردة سيحتفلون ليس بتفوق فرقهم، انما تشف بخروج من ابعدهم ووضع حدا لتصرفاتهم المرفوضة، ومع هذا تؤكد طبيعة المنافسة وسياسة العمل ان الخروج الهلالي من بطولة اسيا ليست نهاية المطاف وان التخطيط المبني على الفوز ببطولة معينة يعني هشاشة البنيان وسقوطها في وجه العواصف وعدم الصمود ونحسب الهلال ليس من هذه النوعية التي تحصر طموحها في زمن معين وبطولة محددة، واذا كان الامر كذلك فهناك فرق صبرت سنوات طويلة ولم تفز ببطولة محلية، وهذا يعني ان طموحاتها انتهت وانها لا فائدة من استمرارها في العمل واجواء المنافسة والبقاء على امل لعل وعسى! صحيح ان الهلال تشبع من البطولات المحلية وان الفوز بها اصبح عادة زرقاء ولكن عدم الفوز بأي بطولة خارجية لايعني الزهد والغاء جميع المكتسبات التي تحققت، ومن يخسر اليوم سيفوز غدا ومن يضحك الليلة سيبكي ليالي مقبلة، هناك اندية لم تجلب الفرح لجماهيرها منذ سنوات فهل هذا يعني المناداة باغلاقها وتحويلها الى غير الرياضة؟، مع الاسف الشماتة المنتظرة التي يتحدث عنها رئيس الهلال الامير عبدالرحمن بن مساعد لا تسيء الى فريقه انما تقزم وتنتقص من قيمة الاندية السعودية والاتحاد تحديدا الذي نأمل ان يواصل المهمة وان يسجل للرياضة السعودية انجازا قاريا معتبرا، اما الهلال فسيظل أحد ابطال اسيا واركان الكرة الرئيسية لديها، وغيابه عن البطولة لفترة لايعني ان مسيرته ستتوقف، هناك في القارة الصفراء اكثر من 47 دولة وكل ناد منها يطمح الى ما يطمح اليه الهلال، والفوز بالكأس ربما يحتاج لفترة طويلة، والخروج ربما يحدث لاخطاء فنية او ادارية او ظروف خارجة عن الارادة لذلك فإن الانفعال الجماهيري والاعلامي ليس له ما يبرره، ولو حدث العكس وخسر الاتحاد سنسمع البكاء ونقرأ عبارات النياح والهجوم ضد ادارته ومدربه ولاعبيه.. لماذا لأن العاطفة وحدها هي من يحضر وقت الفوز والخسارة دون تقييم واقعي للعمل السابق والحالي والمستقبلي، والهلال وان خسر اليوم فالاعوام والايام المقبلة كفيلة بان تضعه بطلا متى ما رسم له سياسة تظهر له الاخطاء الموجودة بتأن ومحاسبة بعيدة عن المجاملات، انتقدنا الادارة في مرات مضت وحملناها مسؤولية الاخفاق في اكثر من مناسبة وسننتقدها متى ما اخفقت ولكن لايمكن مصادرة نجاحاتها خلال الفترة الماضية ولومها بسبب الخروج الاسيوي الذي نحمد الله انه جاء على يد فريق سعودي ولم يحدث امام فريق آخر، قراءة المستقبل بحكمة والتفتيش عن الاخطاء بواقعية بعيدا عن تعليق الامل والطموح على بطولة معينة كفيلة بأن تجلب بطولة اسيا وغيرها من البطولات، والتجارب السابقة لابد ان تكون منصة انطلاق نحو اصلاح الاخطاء التي حدثت في الفترة الماضية، من الممكن الالتفات الى الوراء لاستعراض السلبيات وتداركها ولكن ليس من المناسب ان توضع هذه السلبيات كمثبطات وحاجز كبير دون العمل الايجابي، والمدرب واللاعبين الاجانب وكذلك المحليين عناصر اساسية في البناء الصحيح ومن هنا لابد من التدقيق جيدا في عملية الاختيارات المقبلة خصوصا ان النادي لديه مداخيل مالية جيدة تمكنه من جلب الافضل والاقدر على خدمة الفريق والاسهام في حصوله على انجازات مقبلة. الشماتة بالهلال تقزيم للاتحاد واستهزاء بمن غابت شمسهم عن الإنجازات فترة طويلة ربما لأول مرة اتفق تماما مع رئيس الهلال في تصريحاته فهو لم ينفعل بعد الخروج المر ويحاول ان يتبرأ من مسؤولية الخسارة على يد الاتحاد ولكنه اعتبرها تطابقا وحال الكرة التي لاتقف مع فريق طول الوقت، وهذا يعني ان الادارة وضعت نصب اعينها اهدافا كبيرة وعملا يخدم الفريق فترة طويلة ويمكنه من الاستمرار ناديا للقرن وزعيما لقارة اسيا لذلك على الجماهير الا تنفعل والا تبالغ في الغضب فإذا هي لم يقنعها الفوز بكأس ولي العهد وترضيها بطولة الدوري فغيرها يتمنى ثمن ما حققه فريقها، اما ان ينحصر الطموح في بطولة اسيا فهذا فيه الغاء لجميع المكتسبات الاخرى وفيه ايضا تثبيط لمعنويات من يريد ان يعمل اليوم لينتج غدا بطولات عدة وليس بطولة واحدة.