الخسارة والفوز بالبطولات على مستوى المسابقات المخصصة للشباب والناشئين هل يعنيان سلامة التخطيط وتحديد الأولويات والأهداف أم أنهما يدخلان في أطار لعبة الظروف وضعف المنافسين والتلاعب في الأعمار وأشياء أخرى؟ لاشك أن الانتصار مطلب الجميع ومن لايبحث عنه ليس لديه طموح وثقة بالنفس وإيمان بسلامة توجهه والبحث عن مستقبل أفضل ونتائج مرضية لاسيما عندما تكون كل الإمكانات وسبل الإعداد متوفرة ولكن ماذا عندما لايتحقق الفوز ونجاح رسم الإستراتيجيات هنا ستكون الخسارة مزدوجة والنتائج محبطة وهذا لا نريد أن يحدث لنا بعد الخروج من بطولة آسيا للشباب لكرة القدم التي استضفناها على أرضنا ووسط جماهيرنا واتبعنا ذلك بخسارة شرف التأهل لكأس العالم المقبلة في مصر انما نريد أن نسأل أنفسنا بهدوء ورؤية بعيدا عن لغة الانفعال وتحميل الخروج لطرف معين - ماذا حققنا على صعيد الاستفادة من عملية صناعة النجوم الصغار ومنحهم الثقة وتصعيدهم للفريق الأول برأيي أن هذا هو المهم والأهم من كل شيء قد تفوز بالكأس اليوم ولكننا غداً قد لاتشاهد أي وجهاً جديداً من الوجوه التي شاركت في تحقيق هذا الفوز يثبت حضوره ويكون من أعمدة المنتخب الأول وهنا (كأنك يا بو زيد ماغزيت) وهذا يجرنا للقول أن الإخفاق مر ولكن الأمًر أن تدور في حلقة مفرغة دون أن نكتشف الأخطاء ونحدد الأهداف وتسير بالطريق الصحيح كتجسيد لثقافة الجماهير والإعلام التي تكون محصور بأن الفوز حتى بفريق (هش) يعني نجاح العمل وعدم وجود الأخطاء دون طرح السؤال المهم: (ياترى كم لاعب من الذين شاركوا في نهائيات آسيا يستحق أن نعتمد عليه في المستقبل؟) و هل هيأنا للاعبين الصغار المدرب الكفء واستثمرنا الإمكانات الموجودة أم استمررنا في الاعتماد على مدربين مغمورين ومن بلدان ليس لها باع طويل في كرة القدم؟ العمل على صناعة الأجيال عمل متعب جدا خاصة عندما يكون مرتبطاً بعدة ظروف منها التغذية الجيدة وترسيخ الفكر الاحترافي السليم وتلقين أساسيات كرة القدم ولكن مع توفر الإمكانات المطلوبة كالتي تتوفر حاليا لدى إتحاد الكرة لا أظن انه صعب حيث بمقدوره جلب المدربين الأكفاء ووضع الاستراتيجيات بكل سهولة بدلا من استقدام المدربين لفترة محدودة ومن ثم ينتهي دورهم مع نهاية البطولة التي يشارك بها المنتخب دون أن يجلبوا الفائدة للرياضة السعودية الانفعال والغضب كما ذكرت في البداية لن يجديا في هذه المرحلة خاصة أن البطولة ضاعت والتأهل للمونديال لم يتحقق لذلك علينا تحديد الأهداف في المرحلة المقبلة وإعادة سياسة بناء اللاعب الشاب ليس فقط من خلال المعسكرات التي تقام للمنتخبات السنية وتكون نتائجها وقتية ومحدودة ولكن من خلال النادي وإلزام الأندية بتنفيذ البرامج الصحيحة التي تساعد اللاعب الصغير على فهم الأشياء الضرورية قبل أن يصل للمنتخب حتى يستفيد ويفيد أما أن يقتصر الأمر على المعسكرات والتجمعات لفترات معينة ومع نهايتها ينسى اللاعب كل شيء فهذا يعتبر هدفا وقتيا وليس تخطيطا بعيد المدى ومضمون النتائج.