قالت الشرطة الاندونيسية أمس الاثنين إنها اعتقلت رجل دين مسلماً بعدما أم مصلين باللغة المحلية بدلاً من العربية. ومنذ انهيار حكم الدكتاتور سوهارتو في 1998 يلعب الاسلام دورا متصاعد الاهمية في الحياة الاجتماعية والسياسية للناس في اندونيسيا حيث بدأ رجال الدين ممارسة نفوذهم. والقت الشرطة القبض على محمد عثمان روي مدير إحدى المدارس الاسلامية الداخلية بمدينة جاوة الشرقية يوم السبت بعد شكوى من مجلس العلماء الاندونيسيين الذي يشرف على شؤون الدعوى الاسلامية في أكبر دولة اسلامية في العالم من حيث عدد السكان. وقال جمال الدين رئيس الشرطة في مالانج لرويترز في اتصال هاتفي «اعتبر محمد عثمان روي مشتبها به .. بسبب الاساءة للدين.» مضيفا أن الفرع المحلي لمجلس العلماء طلب القبض عليه. وأدى روي وهو ملاكم سابق تحول من المسيحية للاسلام الصلوات الخمس باللغتين العربية والمحلية في مدرسة دينية صغيرة مع عشرات التلاميذ حسبما قالت وسائل اعلام محلية. ويمكن للأمور المتعلقة بالممارسات الدينية أن تثير قدرا كبيرا من الحساسية في البلاد رغم أن المسلمين الاندونيسيين معتدلون والحكومة المنتخبة ديمقراطيا علمانية. وفي الاسبوع الماضي أصدر مجلس العلماء فتوى تحظر الصلاة بأي لغة غير العربية. وقالت الشرطة انه تم اعتقال روي بموجب بنود قانون العقوبات الذي يجرم الاساءة لأي دين أو اثارة صراع ديني وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن خمسة أعوام. وفي مقابلة نشرتها أمس الاثنين مجلة (فورام) الاسبوعية قال روي إنه يؤدى الصلاة في جماعة باللغتين الاندونيسية والعربية منذ 2002 كي يفهمهما أكبر عدد من الناس. وقليلون للغاية من الاندونيسيين هم الذين يتحدثون العربية بطلاقة. وانتقد كثير من رجال الدين ذلك قائلين إن الصلاة بغير العربية ليست من الاسلام. وقال محمود زبيدي رئيس فرع مجلس العلماء في مالانج لرويترز «كان لابد من اعتقاله وتحميله المسؤولية لان عمله ينتهك مبادىء الاسلام.» لكن أحد زعماء المسلمين في جماعة نهضة العلماء التي تعد أضخم الجماعات الاسلامية في اندونيسيا قال انه ليس ثمة ما يستدعي اعتقال عثمان. وقال علي موسى «من وجهة نظر عملية فان اسلوبه ليس صحيحا لكن لا يتعين أن يؤدي ذلك إلى اعتقاله لان هناك طرقا لحل القضية عبر النقاش مثلا.»