جاكرتا - أ ف ب، رويترز – أعلنت الشرطة في إندونيسيا إن مئات المسلمين الأصوليين أحرقوا كنيستين وهاجموا محكمة في جاوة، وطالبوا بفرض عقوبة مشددة على مسيحي يحاكم بتهمة التجديف، ما يثير مخاوف من عودة اعمال العنف الدينية في هذا البلد الذي تتهم حكومته بالتساهل مع الحركات الاسلامية العنيفة. وأوضحت الشرطة ان حوالى 1500 شخص طالبوا بسجن مسيحي دين بالاساءة للإسلام أكثر من خمس سنوات، هاجموا الكنيستين بعدما هتفوا: «اقتلوا واحرقوا الكنائس». ونددت منظمات الدفاع عن التعددية وحقوق الانسان بالهجمات، علماً انها دأبت على التحذير من تصاعد وتيرة اعمال العنف المرتبطة بالدين في الشهور الاخيرة. وتضم اندونيسيا اكبر عدد من المسلمين في العالم (نحو 90 في المئة من السكان)، لكن دستورها لا يعتبر الاسلام دين الدولة ويؤكد حرية المعتقد. ولا تستهدف اعمال العنف فيها المسيحيين فقط والذين يمثلون اقل من 10 في المئة من عدد السكان، بدليل مهاجمة اسلاميين اتباعاً لجماعة الاحمدية التي تمثل اقلية مسلمة الأحد الماضي لمنعهم من اقامة تجمع في قرية بجاوة، وقتل ثلاثة منهم بسواطير وحجارة. وجاء ذلك خلال «أسبوع الاديان» الذي يفترض أن تحتفل فيه إندونيسيا بتعدد الاديان على اراضيها. وقالت دونا غيست المديرة المساعدة لمنظمة العفو الدولية في آسيا: «مثل الهجوم الوحشي على طائفة الاحمدية فشل الحكومة الاندونيسية في حماية الاقليات الدينية». وتواجه السلطات انتقادات تتناول خصوصاً «الافلات من العقاب» الذي تستفيد منه على ما يبدو منظمات اسلامية تمارس نشاطاتها علناً، وتتحول الى ميليشيات مسلحة تشن هجمات بالايدي. وابرز هذه المنظمات «جبهة المدافعين عن الاسلام» التي تضم آلاف المؤيدين، وتدعو الى اعادة اسلمة المجتمع الذي تعتبره «منحطاً». وقال رئيس معهد «سيتارا» للديموقراطية والسلام هينداردي ان «هذه المنظمات التي لا تتقبل الآخر تعرف كيف تحرك الشعب حتى ينفذ اعمالها العنيفة». واعتبر دودي، وهو مدرس مسيحي في مدينة تيمانغونغ، ان حرق الكنيستين «نفذه مثيرو الشغب قدموا من مناطق اخرى، وليسوا جيراني المسلمين الذين نعيش معهم بسلام منذ عقود». وكان كبار المسؤولين عن الديانات الرئيسية الست القلقين من تدهور الوضع حضوا في كانون الثاني (يناير) الماضي الرئيس سوسيلو بامبانغ يودهويونو على ممارسة سلطة اكبر لفرض احترام الحرية الدينية. وطالب هؤلاء بضرورة تفادي تكرار اعمال العنف الطائفية الخطرة التي اوقعت الآف القتلى في مطلع الالفية، خصوصاً في جزر مالوكو وسولاويسي. وقال رئيس اللجنة الاميركية للحرية الدينية ليونارد ليو في واشنطن اول من امس ان «اندونيسيا بلد متسامح، ويجب ان يظهر تشدداً في التعامل مع الجماعات المتطرفة». وقد تزيد الهجمات من مخاوف المستثمرين الأجانب الذين يعولون على زيادة التسامح الديني في إندونيسيا، صاحبة أكبر اقتصاد في منطقة جنوب شرقي آسيا.