نتقدم لمعاليكم بالتهنئة الخالصة على افتتاح جامعة الأميرة نورة... هذا المشروع العملاق والذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - جزاه الله خيراً - هدية لبناتنا... ونفّذ وعده ودفع الغالي والنفيس وافتتحها في الموعد المحدد حسب رؤيته عندما وضع الحجر الأساس منذ حوالي 3 سنوات، وها هو ملكنا يفتتح أكبر وأغلى مشاريعنا لبناتنا. إنني على يقين يا د. هدى أن رؤية ملكنا الحبيب في بناء هذه المدينة العملاقة وبالسرعة التي لاحظناها وبتكاليف لم تعرف حتى الآن أرقامها.. إن رؤيته تتعدى المباني وجمالها، إن رؤيته - جزاه الله خيراً - وتوقعاته أن تكون مركز إشعاع وهذا أمره سهل إن شاء الله... ولكن يتوقع ملكنا الحبيب أن يكون أحد المشاريع العملاقة لتوفير فرص عمل لبناتنا في كل القطاعات والخدمات التي تحتاجها المدينة العلمية، سواء أكانت في الصيانة أو خدماتها الفنية مثل تشغيل القطارات وهذا أمره سهل، أو كليات الطب أو تنظيف ومتابعة وإدارة كل المرافق. إن الجامعة الجديدة تحتاج لأكثر من 6000 عاملة وفنية لإدارتها؛ حيث إن الجامعة الحالية بمبانيها الصغيرة، لديها ما يقارب 2000 مواطنة إدارية وفنية... إن هذا العدد من فرص العمل يساوي 12 مشروعاً عملاقاً من البتروكيماويات... أي أن ملكنا - جزاه الله خيراً - فتح فرص عمل لبناتنا أكثر من فرص العمل المتوفرة لأولادنا في 12 مصنعاً للبتروكيماويات العملاقة - على افتراض أن كل شركة بتروكيماوية بها 500 شاب. وأنا لا أتوقع أن نترك هذه الفرص لاستقدام أجنبيات سواء أكنّ عرباً أم آخريات، وإنما على إدارة الجامعة أن تفرض توظيف السعوديات، وأن تكوّن فريقاً متخصصاً من إداريات وأكاديميات الجامعة لمراقبة شركة الصيانة المكلفة بتشغيل وصيانة الجامعة لمدة 5 سنوات قادمة بأن لا تستقدم أحدا، وأن تبدأ بالتوظيف والتدريب للبنات. وهنا سيكون ملكنا قد فتح فرص عمل كبيرة، وخلق تحديا كبيرا لك ولزميلاتك في الجامعة وهذا التحدي هو أصعب من تحدي بناء المباني في سنتين أو ثلاث.. هذه فرصة ذهبية لعمل بناتنا يجب أن لا نخسرها كما خسرنا كل الفرص في جامعاتنا الرجالية والنسائية في السابق، وفشلت كل هذه المؤسسات التعليمية في تشغيل خريجيها بحجة أنهم مكلفون لبند التشغيل والصيانة، وأنهم غير مؤهلين للعمل مع القطاع الخاص... د. هدى .. أرجو أن لا تكتفي إدارة الجامعة بالإعلانات التي تطرحها شركة الصيانة فقط .. فبناتنا لن يتقدمن استجابةً للشركة، وإنما الدعوة يجب أن تأتي منك أنت شخصياً، وأن يتقدمن لإدارة الجامعة... لكي يعلمن أنهن مثل كل موظفات الدولة في هذه الجامعة.. الخلاف الوحيد سيكون استلام الراتب من الشركة وليس من الجامعة... لقناعتهن أن إعلانات شركة الصيانة جاءت فقط لإرضاء إدارة الجامعة ووزارة العمل. وأريد منك يا د. هدى أن تمنعي شركة الصيانة من استقدام أي موظفة من الخارج، وإذا كان لابد فتعطى فرص العمل للبنات المقيمات في السعودية وبنسبة لا تتعدى 20% . وأتمنى من معالي وزير العمل أن يصدر تعليمات واضحة بهذا الخصوص لمساعدتك، فتوظيف البنات وتدريبهن خلال السنة القادمة أسهل وأسرع من تدريب الشباب في كل المهن في ظروف مثل ظروف جامعة الأميرة نورة.. ولكن بشرط أن توفري السكن والمزايا الأخرى لهن... مثل مزايا موظفي الجامعة. إن التحدي كبير لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الثانية فالأهم من المباني هو توفير فرص عمل لبناتنا... فرصة ذهبية... يجب أن لا نخسرها كما خسرناها في جامعاتنا للبنين والبنات فرص عمل ضائعة ولن تعود... إن مشروعاً مثل هذا تكلفته بالبلايين من الريالات لن تكون صيانته أقل من 2 بليون ريال سنوياً إذا أردنا أن نحافظ على مستواه وتقنياته... فهل نخسر هذه البلايين للخارج أيضاً ... بحجة زيادة تكلفة السعوديين ومتطلباتها؟ إن رؤية ملكنا لهذه الجامعة لن تكتمل ببناء المباني وإنما بتوفير فرص العمل وهو همه الأكبر الذي نسمعه منه في كل اجتماع معه.. وإنني أتوقع منك يا د. هدى أن تقدمي تقريراً مفصلاً كل 3 شهور لملكنا حول هذا الموضوع... واذكري له أية صعوبة تواجهك، وإنني على يقين أنه لن يكتفي بإرساله إجابةً لك وإنما سيتصل بك تلفونياً لحل مثل هذه المشكلات الرئيسية بالنسبة له - حفظه الله - إن المراقبة اليومية للمشاريع العملاقة الأخرى من الملك خلقت تحديات لكل الوزراء .. موقع جامعتك يقع قريباً من نظر ملكنا - أطال الله في عمره - في كل زيارة له للمطار أو في طريقه للبر... والله يوفقك ... والدعوة بطول عمر هذا الملك المحبوب. مع أطيب تحياتي...