لعب الشعر دورا مهما في حفظ أسماء التوقيت الزمني للأيام والشهور وفق حياة الإنسان الاجتماعية قديما وقبل ظهور الساعة الزمنية الدقيقة ومن الأسماء التي تعطي تفاصيل للتدرج الزمني لليوم الواحد قولهم مغباش وهي تعني الوقت الذي يسبق صلاة الفجر والمسراح وهي تعني الوقت بعد صلاة الفجر يقول الشاعر: يا منير أنا فاطري ونيه تشكي الحفاء من سماريها مسراحها اليوم من رنيه والقنصلية مماسيها وهذا يؤكد أن مفردة مسراح توقيت زمني متعارف عليه ومحدد وقد تكون الفوارق فيه بتوقيت الساعة قليلة يقول الشاعر بن عوشز: تسرح صلاة الصبح من خشم تيني والقايلة قد عقبت حوضى مناكبها وقد ورد في هذا البيت أسماء للتوقيت هي المسراح والقايلة والأخيرة تعني وقت تعامد الشمس على الأرض وما بين المسراح والقايلة هناك تفاصيل زمنية أدق وهي الضحى والضحى الكبير ويقال فلان مضحي حلاله وفلان سرح صبح من هذا المكان ولا يقتصر استخدام هذه المفردات الزمنية على الناحية الشعرية بل في التعاملات اليومية ومازال سكان البادية والقرى يستخدمونها ومعروفة لديهم. ومن أسماء التوقيت الزمني قولهم عشي وعشاء وهي تعني ما بعد صلاة العصر وهي عربية الاشتقاق وذكرت في القرآن الكريم ومعظم هذه أسماء للوقت مشتقة من أعمال وحرف الإنسان اليومية كما أن هناك أسماء تتعلق بالحروب ومنها قولهم هجاد أي خلال الليل وقولهم عصير وعصيصران وهي تفاصيل لأوقات العصر وتغيير الاسم بالتصغير يهدف منه الدقة في تحديد الوقت يقول الشاعر محمد بن فطيس: الضيقة اللي دايم حزة عصير وش حيلتي وأردها لا تجيني لا طال ظل الفي حزة عشاء الطير كنها على سجن الحديد تحديني وقد لعبت هذ التوقيت الزمني دورا في رسم الصورة الشعرية بشكل دقيق للمتلقي كما أن لكل وقت واسم تأثيره في الاحساس الشاعري.