في العقدين الماضيين رأى العالم أن المجتمع المدني الأمريكي وجد نفسه بأنه منقاد - أو يُقاد - إلى تصرفات عشوائية مشطورة أو مبتورة، فكل الأساليب التي نسمع عنها منذ الثمانينيات كانت أساليب عشوائية وعفوية غير ثابتة، وسياستها ردود أفعال «ووترغيت، الكونترا، «إيران غيت» صدام ، الشيعة، السنة، الأكراد، وربما جاءت عملية تسوير المقابر في دولة «...» أمام الكونجرس!! والكونجرس في أمريكا ليس مثيلاً للبرلمان الإنجليزي فالأول يقترب من العشوائية، ومفردة «برلمان» مشتقة من كلمة PARLE الفرنسية، وتعنى الكلام، فالكلام عند مجلس العموم البريطاني «دوام رسمي»!! تخرج معطياته على الراديو في برنامج «في البرلمان هذا النهار Today in Parliament. وأُطلقت الكلمة في انجلترا على المجلس الذي عقده الملك تشارل الأول سنة 1640م، وعندما قاوم المجلس إرادة تشارل في بعض الأمور أوقف بعض أعضائه البارزين، ثم فشل في إيقاف المد واضطر أن يهرب من لندن، وعلى إثر ذلك قامت ثورة كرومويل.ويقال عن البرلمان الإنجليزي إنه «يعمل كل شيء.. إلا أن يُبدل من الرجل امرأة ومن المرأة رجلاً» وقيل أيضا «إن انجلترا لا تُحكم بالمنطق.. بل بالبرلمان». وظنت بريطانيا أن الحالة بعيد الحرب الأولى في الوطن العربي تستدعي إدخال النظام البرلماني، فأوجدت، أو أشارت بإقامة مجلس النواب، ومجلس الأعيان في كل من العراق الملكي، والأردن، وكانت تجربة ناجحة ولكن إلى حد معين، حيث جعلوا مجلس النواب منتخباً، ومجلس الأعيان معيناً، والأخير يمثل مصالح الطبقة المنتجة في ذلك الوقت، من ملاك، زراعيين، ورجال قبائل وغيرهم. وفي البلاد العربية الأخرى فضل «الأعيان» أن يكون عملهم بعيداً عن أضواء الجلسات، فهم يعملون ويحتسبون أجرهم من «كدهم» غير المعلن.