لا أظن أن أحداً من القراء الكرام صدّق قصة المعبد الماسوني. العناصر الأساسية التي بنيت عليها القصة قائمة على الأرض. شاهدت في أحد شوارع تورنتو مبنى كتب عليه المعبد الماسوني. جلست أمام المبنى أتأمله وأفكر في دخوله. خرجت من المبنى فتاة شديدة التبرج كما قلت في المقالات السابقة وذكرت أيضا أن امرأة عجوزا جلست بجانبي أثناء مراقبتي للمبنى وأشرت إلى عدد من الشبان خرجوا من بوابته يتضاحكون. تصرف لا يتفق مع ما يحيط بكلمة ماسونية من مهابة. استبد بي الفضول. قراري دخول المبنى والاستفسار لا رجعة فيه. جلست فقط أصيغ الأسئلة وأدرس الاحتمالات. خرج في تلك الاثناء رجل في الأربعين. نظر إلي ومضى في حال سبيله. لن يلفت نظري لو شاهدته في أي مكان آخر. خرج هنا مجللا بالاسطورة. لحظة ان اختفى الرجل عن ناظري اتكلت على الله وسحبت قدمي إلى المبنى. ضغطت الجرس. انفتح الباب أوتوماتيكياً . دخلت. كان في ذهني لا يقل عن خمسين سؤالا مرتبة بطريقة منهجية. قررت أيضا أن أحضر أي قداس يقام في هذا الوقت. حضرت عمليات تعبد في كثير من البلدان. الماسونية كما أعرف منظمة تقع بين الدين والدنيا. خروج المرأة المتبرجة شجعني على خوض التجربة. لا شك أن تلك الشابة هي الجانب الدنيوي من الماسونية. ما أروعه من جانب. في ذهني كشرقي المرأة هي أقوى سلاح لتخريب العالم. إذا كانت الماسونية تستخدم مثل هذه المرأة فقل على الدنيا السلام. جمالها قضى على ترددي. دخلت المبنى. شاهدت في المدخل شاشة تلفزيونية ضخمة يتراقص فيها مغن غربي (فيدو كلب). تقدمت إلى كاونتر تقف خلفه فتاتان متبرجتان بما يجعل الفتاة السابقة في غاية الاحتشام. تحيط بالكاونتر حيوية وحياة وضجيج موسيقى لا ينتجها سوى شبان لا علاقة لهم بطقوس الظلام . كان يقف أمام الفتاتين عدد من الرجال في بدلات فاخرة. انتظرت دوري في الخدمة. اثناء الانتظار مرت من جانبي امرأة في منتصف العمر ومع ذلك بدت أجمل من الفتاتين. إيحاءات تتناقض مع كل ما تخيلته عن معبد ماسوني. أين رائحة البخور وأين صرخات المتعبدين وأين اللحى الشقراء وأين القبعات السود والشعور المجدولة خلفها؟ لا شيء من هذا . عالم جميل زاه راقص يسيطر عليه التبرج. أخيرا التفتت إليّ واحدة من الفتاتين وقالت وعلى محياها ابتسامة وصفتها لكم في الحلقة الماضية. نعم أي خدمة؟ ماتت كل أسئلتي التي أعددتها قبل قليل. حل محلها سؤال واحد. هل هذا معبد ماسوني؟ ازدادت ابتسامة الفتاة وقالت. لا هذا ستوديو محطة MTV CANADA. ولكن اللوحة في الخارج كتب عليها المعبد الماسوني.. تبرع أحد الواقفين قائلًا هذا اسم للمبنى . كان معبداً للماسونية قبل ثلاثين سنة. اخرج ورقة وقلماً كتب لي عنوان المعبد الحالي. لم أجرؤ على الذهاب إلى معبدهم ولكنني دخلت على موقعهم على النت. بصراحة شيء مثير وغامض. كلام عن التعاون والتبرع والمحبة والمساعدة والإنسانية بشكل عمومي لا تخرج منه بمبادئ واضحة. حتى موقعهم على النت مخيف. لاحظت أن المرأة لا وجود لها في مشروعهم أبدا. أعددت أسئلة وبعثتها. إذا جاء الرد مثيراً ويستحق سوف أنشره والله المستعان.