تعتبر الأسواق التجارية في أي مدينة، واجهةً من الواجهات المهمة التي تعكس الصورة الجيدة لمستوى الخدمة المقدمة لزائرها، وهي جزء يجب العناية بكل تفاصيله حتى تكتمل الصورة المثلى، سأتناول جزئية بسيطة في بعض الأسواق التجارية وخاصة القديمة وأعني ليس قدم المباني فقط بل قدم وجودها في المدن، فلك أن تزور أي سوق منها أنت وأسرتك، من الطبيعي أنك قد تحتاج لبعض الخدمات من أماكن جلوس مهيأة ومرتبة، ومن مطاعم سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، ومن دورات مياه وقس على ذلك، وجميعها قد نرى أنها حاجة لابد أن تتوفر حسب حجم السوق وإمكاناته، البعض تتوفر فيه ولكنها بشكل بسيط ودون المستوى المطلوب، أيضاً كبار السن والمعاقون، هل أُخذ وضعهم في الاعتبار، وتوفير ما يحتاجونه وفق ضوابط سلامة معينة؟ فهم جزء منا ومن حقهم دخول أي سوق تجاري مع توفر ما يحتاجونه من أماكن خاصة وسلالم وسهولة في التنقل، كذلك عشوائية أصحاب سيارات الأجرة أو الليموزينات، وعدم وجود أماكن مخصصة لهم يجعلهم في حركة مستمرة داخل السوق ما يسبب ازدحاماً وإرباكاً وخطراً كذلك لحركة تنقل المتسوقين من أطفال أو كبار سن داخله، لذا أرى أن الأمر يجب أن يُعالج من قبل الجهات المعنية، وأن يكون هناك متابعة وحزم لادارة الأسواق عند الاهمال في توفير خدمات للمتسوقين، أو تركها بصورة غير حضارية، ولا تعكس الصورة التي يجب أن تظهر بها، ويمكن وضع جزاءات وغرامات على إدارات الأسواق ومنحها مدة زمنية محددة لتعديل الوضع والقصور، وبمواصفات معينة (النظافة، الشكل الداخلي والخارجي، المتابعة، وغيرها) ولعلي هنا أستثني الأسواق التجارية الجديدة فالكثير منها نموذج جيد في توفير الخدمات للمتسوقين والزوار. ولكن القديمة بحاجة لإعادة النظر في وضعها، وتحديد مواصفات معينة لبعض الخدمات الموجودة وتقييمها، ومنها استراحات الانتظار ودورات المياه، وضرورة توفيرها في الأسواق التي لا تتوفر بها، أو في الأماكن العامة وفق نظام معين، مع الأخذ في الاعتبار الجانب الصحي؛ حيث يذكر الزميل خالد المنيع استشاري طب الأطفال أن النظافة الشخصية وعدم مشاركة الغير في الأشياء المستخدمة من أهم أساسيات الوقاية من الأمراض بشكل عام، كما أن نظافة دورات المياه لها دور كبير في المحافظة على الصحة وخاصة حينما نتحدث عن الأطفال حيث إنهم أقل حذراً من غيرهم في هذا الجانب وقد يضطر البعض إلى استعمال دورات المياه العامة في الأسواق، المدارس أو الطرق السريعة، ويؤكد الدكتور المنيع انه قد يتعرض مستخدم دورات المياه العامة والمراحيض غير النظيفة وخاصة الأطفال إلى عدوى من ميكروبات أخرى كبكتيريا ستربتوكوكس، ستافيلوكوكس، الاي كولاي، الشيقلا، وخاصة عند عدم غسل اليدين مباشرة بعد الخروج من دورات المياه، ويضيف (أن الأطفال الإناث أسهل في التقاط العدوى والتهابات المسالك البولية واردة لديهن أكثر من الأطفال الذكور). لذا فتوفر الخدمات العامة بمواصفات جيدة، أمر مهم للحفاظ على صحتنا وصحة أبنائنا وسلامتنا جميعاً..