بين وقت وآخر تزيد معاناة أنديتنا ليس في النواحي المالية التي قصمت ظهر الكثير منها وحالت بينها والوصول إلى بعض أهدافها إنما تلك الخلافات الشرفية التي تعيق العمل وتمزق العلاقة وتستفز الجماهير وتقض مضاجع الإدارات وتؤثر على اللاعبين وتقتل طموح الغيورين وتحول الألفة إلى فرقة والجماعة إلى أفراد وحسن النوايا إلى اعتقادات خاطئة والقوي إلى ضعيف ومشاكل مستمرة وبسبب ذلك دفعت الثمن غالياً وتنحت عن البطولات نتيجة الصراع من أجل البقاء في الصورة والتحكم في معظم القرارات المهمة ويزيد الوضع سواء ذلك الإعلام الخارجي (المتربص) الذي يستغل رياضتنا للترويج إلى نفسه على حساب إثارة المشاكل في وسطنا وفتح أبواب (الملاسنات) بعيداً عن لغة العقل ومراعاة المصلحة العامة والنظر إلى أهداف بعض الوسائل الإعلامية التي تبث من الخارج وتنتفع على حساب التفرقة بين أنديتنا ورجالها ولعل ما حدث في الأهلي أقرب الأمثلة عندما اختلف أعضاء شرفه وحولوا ذلك إلى خلاف علني بعدما كان شعاره روح الأسرة الواحدة وذلك الفريق الذي لا يهزم وأنموذجاً مثالياً في كل شيء أما عندما تنازل عن سياسة (العمل من أجل الأهلي) فقد صار ضعيفاً وقابلاً للانكسار. ٭ في السابق كانت الأندية المنافسة تحشد طاقاتها وتبحث عن الطرق الكفيلة بتعزيز صفوفها لاسقاط الأهلي أو التعادل معه على الأقل ولكنها لا تستطيع بفضل تماسك المنتمين إليه أما الآن فالأهلاويون هم من يسقط فريقهم ويقوده إلى ساحة الاخفاقات محلياً وخارجياً والسبب ان كل شخص من أصحاب الرأي والمشورة والدعم في قلعة الكؤوس لا يريد النجاح للآخر حتى لو أدى ذلك إلى تدهور أحد أبرز الأندية السعودية وإلاّ بماذا نفسر تلك التراشقات التي تظهر قبل كل فترة يخوض فيها الأهلي صراعاً وتنافساً مع الأندية الأخرى فضلاً عن الانقسام إلى عدة فئات تتبع لعدة إدارات ومجموعة أشخاص تخلوا عن العمل الجماعي لصالح ناديهم الأمر الذي يجعل سقطاته تأتي مدوية وبحجم الخلافات المعلنة والخفية وحتى لو تظاهر بعضهم بالغيرة على الأهلي فإن الواقع يؤكد العكس. ٭ نحترم رموز الأهلي تحت قيادة الأمير عبدالله الفيصل ونقدر كل تضحياتهم السابقة والحالية ولكن ما يجري لا يليق بهؤلاء الرموز ولا يخدم الأهلي فسبب هذه الخلافات رحلت إدارات واستقال رؤوساء ونسق لاعبون وأصبحت الصراعات هي الشعار الذي يرفعه عشاقه بدلاً من رفع البطولات التي كانت تميزه. وقد استغربت وأعتقد ان ذلك حال كثير من الرياضيين في المملكة لماذا اختار الأهلاويين هذا الوقت بالذات وتحديداً قبل لقاء الصفاقسي في بطولة العرب موعداً لإعلان خلافاتهم والهجوم ضد بعضهم بعضاً.. الا يمكن تأجيل ذلك (إذا لا أحد يتحمل السكوت) إلى ما بعد الفراغ من المشاركات المهمة والجلوس على طاولة واحدة وتحت سقف واحد للمصارحة وتصفية النفوس بدلاً من تحقيق غاية من لا يريد النجاح للأهلي الذي يعد بقاؤه قوياً رافداً للرياضة السعودية ولأندية الوطن؟! للكلام بقية.. ٭ هناك مع الأسف من يستجيب دون تردد لبعض القنوات التي (تهوي) إثارة المشاكل وتريد ان تبرز على حساب سمعة رياضتنا دون علم منه بالهدف الرئيسي لهذه القنوات التي تتوج ذلك بالسماح لضعاف النفوس والمتعصبين من خلال الاتصالات في السب والشتم وضرب العلاقة التي تربط بين المنتمين للوسط الرياضي الأمر الذي يعطى الآخرين انطباعاً غير حسن تجاه مسابقاتنا ومستوى الوعي لدينا!! ٭ نأمل ان لا تتكرر تصرفات بعض الجماهير الطائشة في لقاء اليوم بين الهلال والاتحاد وان لا يكون لبعض الترسبات السابقة دوراً في شحن ضعاف النفوس وبالتالي (تشويه) اللقاء الذي نرجو ان يكون مثيراً في كل شيء بدلاً من الضرب على المفاصل والاعتراض على قرارات الحكم المطالب اليوم بالتصدي لهواة الخشونة!! ٭ ارتكبت لجنة المعلقين خطأ كبيراً عندما منحت فهد العتيبي فرصة التعليق على لقاء الهلال والنصر وكأنها بذلك تقتل طموح الأفضل والأكثر قبولاً لدى الجماهير والغريب ان هذا المعلق كافأ اللجنة على تكليفه بعدم إضافة أي جديد فضلاً عن تعاطفه مع طرف على حساب الآخر وكأنه (انتهز) الفرصة لارضاء ميوله!! ٭ ثقافة التبريرات المضحكة ما زالت شعار بعض الإداريين الذين دائماً ما يكون شعارهم الفشل مع أنديتهم ولهذا لا نلوم الجماهير لو طالبت برحيلهم!! ٭ الحياة بدأت تدب في اروقة قناتنا الرياضية بعض الشيء ولدى الرويشد والدوس الخبر اليقين!! [email protected]