عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا لمناقشة التطورات الأمنية فى تركيا قبل الانتخابات البرلمانية المقررة فى 12 يونيو المقبل . وذكرت مصادر بمجلس الوزراء التركي ان الاجتماع، الذى عقد الليلة قبل الماضية بشكل مفاجئ ، وضم وزير الداخلية عثمان جونيش ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان ركز على مناقشة الهجوم الإرهابي على سيارة شرطة كانت ترافق موكبا انتخابيا لحزب العدالة والتنمية الحاكم فى محافظة كاستامونو بمنطقة البحر المتوسط بشمال البلاد الأربعاء الماضي والتطورات السلبية في مدن جنوب شرق تركيا قبل الانتخابات البرلمانية . وأشارت المصادر إلى انه تم خلال الاجتماع أيضا تبادل الآراء حول التدابير الأمنية المتخذة فى أنحاء تركيا لتأمين الحملات الانتخابية والمؤتمرات الجماهيرية للأحزاب المختلفة خلال الفترة التي ستسبق الانتخابات . في السياق نفسه ، أعلنت منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية مسؤوليتها عن الهجوم على سيارة الشرطة في كاستامونو ، وذكر بيان للجناح العسكري للمنظمة أن المنظمة هي المسؤولة عن تنفيذ العملية التى راح ضحيتها ضابط شرطة وأصيب آخر ، مؤكدا أن الهدف من الهجوم لم يكن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أو المواطنين العزل وإنما كان هدفه الانتقام من قوات الشرطة التي قال البيان إنها تستخدم أساليب مشددة في الآونة الأخيرة ضد الشعب الكردي في مدن جنوب شرق البلاد . إلى ذلك ، هدد زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية المعتقل عبدالله أوجلان بإشعال ما أسماه بالحرب الشاملة فى تركيا ما لم تجلس الحكومة التركية إلى طاولة المفاوضات معه بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية . وقال احد محاميي أوجلان، الذى يقضي عقوبة السجن مدى الحياة فى جزيرة إيمرالي بغرب تركيا منذ عام 1999، نقلا عنه إنه سيمهل الحكومة حتى 15 يونيو المقبل، وسيكون هذا اليوم يوما حاسما، وسيكون هو الفرصة الأخيرة للحكومة، فإما ان تجلس إلى طاولة المفاوضات معه لمناقشة التوصل إلى حل للمشكلة الكردية أو أن تشهد تركيا حربا شاملة أشبه ب "يوم القيامة" على حد قول أوجلان . وطالب أوجلان بوقف العمليات العسكرية التى يقوم بها الجيش التركي فى جنوب شرق البلاد ، وبوقف حملات اعتقال السياسيين الأكراد أثناء سير المفاوضات ، قائلا إنه بعكس ذلك ستندلع حرب شاملة تحرق كل مكان . ولفت أوجلان إلى انه خطط للانسحاب من المفاوضات فى الفترة من 2005 الى 2006 ، لكنه استمر فى المفاوضات بسبب إصرار السياسيين والشعب الكردي من اجل تأمين الاستقرار والتوصل لحل المشكلة الكردية بالطرق السلمية . في الوقت نفسه، نفذت القوات التركية عملية عسكرية واسعة النطاق ضد عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية فى جنوب شرق البلاد.