جاء وقع خسارة فريق النصر الأول لكرة القدم أمام مضيفه ذوب آهن الإيراني بأربعة أهداف مقابل هدف واحد أمس الأول في دور ال16 من منافسات دوي أبطال آسيا، مؤلما بالنسبة إلى جماهيره التي كانت ترغب في أن يعوض الفريق إخفاقاته المحلية بنجاحات على الصعيد القاري، بيد أن الوداع أتى بخسارة توقعها البعض ولكن حتى الفئة المتشائمة من مشجعي النصر لم تضع في حسبانها أن تأتي الخسارة بهذه النتيجة.. بدورها «شمس» طرحت العديد من الأسئلة على بعض الخبراء والعارفين بالشأن النصراوي حول أسباب إخفاق النصر في الموسم الكروي الجاري على الصعيدين المحلي والآسيوي وأبرز الخطوات الواجب القيام بها للنهوض بالفريق وإعادته للواجهة مجددا. اعتبر المستشار القانوني، محلل برنامج «خط الستة» والكاتب بصحيفة «الرياضي» محمد الدويش أسباب إخفاق النصر تكمن في أزمة الوعي «اتضح لنا في الموسم الجاري أن النصر يعاني غياب الوعي بكل اختصار». وأضاف الدويش «افتقدت إدارة النادي للوعي وهذا ما جعل الجميع يتأثر سواء على مستوى الجهاز الفني أو اللاعبين». وعن تعامل إدارة النصر مع الأحداث التي طرأت في هذا الموسم شدد الدويش على ما ذكره بأن الوعي كان غائبا بشكل تام «لقد كانت الإدارة تتعامل مع أغلب المواضيع دون وعي وما حدث في مباراة ذوب آهن وما قام به حسين عبدالغني وعبده برناوي وعبدالله العنزي يترجم ذلك الأمر». سوء مدرب وأجانب أكد الإعلامي والمؤرخ محمد القدادي أن إخفاق النصر يعود إلى سوء تعامل الإدارة مع ملف المدرب «بدون شك أن الخلل الرئيس هو في المدرب الكرواتي دراجان وفي الإدارة التي لم تجد التعامل مع ملف المدرب وفشلت بشكل واضح في هذا الجانب وكان عليها أن تلغي عقده منذ وقت مبكر قبل أن يصل الفريق إلى وضع يصعب إخراجه منه» كما تطرق القدادي للعنصر الأجنبي وصنفه ضمن مشكلات النصر «أيضا لم تحسن إدارة النصر اختيار اللاعبين الأجانب باستثناء بدر المطوع الذي تميز بمستواه عن البقية الذين يظهر بعضهم في مباراة ويختفي في خمس». وأضاف القدادي «لقد أوجد الأمير فيصل بن تركي جيلا جديدا في النصر وذلك يبشر بمستقبل جيد ولكنه وقع في أخطاء فادحة بحق ناد كبير بحجم العالمي وأتمنى من الأمير فيصل أن يركز في عمله فقط بدءا من الموسم المقبل ويبتعد عن تشتيت الجماهير واللاعبين بقضايا جانبية وأن يعدل الأخطاء من أجل عودة فارس نجد إلى مكانته الطبيعية». وعود من سراب حدد الكاتب بصحيفة الجزيرة عبدالكريم الزامل أسباب إخفاق النصر في افتقاده لعناصر النجاح الثلاثية على حد قوله: «نتفق جميعا على أن عناصر النجاح لأي فريق يريد أن ينافس هي وجود جهاز إداري لديه إمكانيات تجعله يسير بالفريق بطريقة صحيحة والعنصر الثاني لا بد من توافر جهاز فني على قدر من المسؤولية أما بالنسبة إلى العنصر الثالث فهو في وجود لاعبين أجانب مميزين وبطبيعة الحال أن العنصرين الأخيرين يعتمدان بشكل كلي على العنصر الأول وللأسف أن النصر يمتلك جهازا إداريا غير كفؤ في أداء عمله وبالتالي شاهدنا مدربا متواضعا ولاعبين أجانب سيئين وبهذا غابت جميع عناصر النجاح، فكيف يكون النصر فريقا منافسا؟». وأضاف الزامل «غالبا ما تكون هناك أخطاء في جميع الفرق فقد يحدث فيها خلل في عنصر واحد أو اثنين ولكن في النصر غابت مسببات النجاح ما قاد الفريق إلى نتائج كوارثية حدثت أمام الاتفاق والاتحاد وذوب آهن الإيراني في مدة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع». وأوضح طرق النجاح للنصر «من وجهة نظري أن طريق النجاح يكون من خلال اختيار جهاز إداري حكيم لديه مقدرة على التعامل مع الظروف التي قد تطرأ مستقبلا ويدعم هذا الجهاز بثلاثة أسماء من النصراويين الخبراء الذين لهم باع طويل في هذا الجانب بالإضافة إلى استقطاب مدرب ولاعبين أجانب يعيدون النصر للواجهة فعندما تكتمل هذه العناصر سيكتب للنصر النجاح بإذن الله». وعن العمل الذي قدمه مدير الفريق سلمان القريني قال الزامل «في الحقيقة أن الأخ سلمان القريني من الأسماء التي تملك أخلاقا عالية ولكن أعتقد أنه يفتقد لشخصية مدير الفريق الذي يستطيع إخراج الفريق من حالة نفسية سيئة إلى مرحلة أفضل وهذه موهبة من الله سبحانه وتعالى وعدم توافر هذا الأمر في سلمان لا يقلل من العمل الذي قدمه في الفترة الماضية». ووصف الزامل التعاقد مع دراجان بالخطأ الفادح محملا القريني والسلهام نتيجة هذا الخطأ «من وجهة نظري أن الخطأ الذي قتل النصر وأطلق عليه رصاصة الرحمة هو التعاقد مع المدرب المغمور الكرواتي دراجان ويتحمل ذلك سلمان القريني ونائب الرئيس عامر السلهام ونصحناهما حينها بأن يتم تعيين مدرب وطني يساعد دراجان ولكنهما كابرا ورفضا بشكل غريب». وفي نهاية حديثه طالب الزامل إدارة النصر بتوسيع نطاق المشورة لديها «الدائرة الضيقة التي يدور فيها النصر ساهمت وبشكل واضح في عزل الإدارة عن الآراء الصائبة ولكن في نهاية الأمر هم المسؤولون ويتحملون نتائج العمل ولا بد أن يخرجوا ليوضحوا الأخطاء لجماهير النصر التي صبرت كثيرا وللأسف أن صبرها كان خلف وعود من سراب». الإدارة السبب الرئيس من جانب آخر قسم الكاتب بصحيفة عكاظ ماجد المسند أسباب الإخفاق الأصفر إلى جزأين مكشوفة وغير مكشوفة الأسباب التي جرت النصر إلى هذه المرحلة كثيرة منها ما هو مكشوف ومعروف لدى المتابعين ويكمن في التخبطات الإدارية والاختيارات التي لا تتم وفق منهجية واضحة وكان آخرها التعاقد مع المدرب البرتغالي جوميز الذي لا يعرف عن الفريق النصراوي الكثير حيث كان من الأولى تكليف مدرب وطني مثل يوسف خميس أو علي كميخ وأنا أذكر هذا المثل كونه أحدث التخبطات التي وقعت فيها إدارة النصر». وأضاف المسند «كما لاحظ الجميع أن إدارة النصر أصرت على بقاء أشخاص أثبتوا فشلهم وأصبح الأمر وكأنه تحد لا أقل ولا أكثر» أما بالنسبة إلى الأسباب غير المكشوفة فقال المسند «قد لا تظهر على السطح المشكلات الشرفية والإدارية والمالية التي تعرض لها النصر هذا الموسم تحديدا وجميع هذه العوامل ساهمت وبشكل كبير في الوصول بالنصر إلى مرحلة سيئة كهذه وكان الزمن كفيلا بكشفها مثلما يحصل الآن وللأسف أن إدارة النادي كان بإمكانها تلافي هذه المشكلات لو أنها نظرت بعين العقل». العمل في دائرة ضيقة وقال الكاتب بصحيفة عكاظ أيضا فرحان الفرحان إن مشكلة النصر كانت في الدائرة الضيقة والسياسة التي اتبعتها إدارة النادي «بكل بساطة إدارة الأمير فيصل بن تركي تسلمت النادي بأرضية قابلة للنجاح واستطاعت أن تضيف إلى هذه الأرضية أمورا جيدة من خلال ضم لاعبين مميزين مثل خالد الزيلعي وعمر هوساوي ولكن على الجانب الآخر اتبعت الإدارة للأسف سياسة لا يمكن أن تنجح بأي حال من الأحوال واختزلت عملها في دائرة مغلقة وضيقة جدا». وأضاف «نادي النصر وتطلعات جماهيره العريضة أكبر من أن تستوعبها تلك الدائرة التي كانت تعمل وفقها إدارة النصر وأنا شخصيا كتبت أكثر من مرة أنه يجب أن يؤسس الأمير فيصل بن تركي لجنة فنية استشارية تتكون من علي كميخ ويوسف خميس وماجد عبدالله وفهد الهريفي وعبدالله وبران من أجل أن يقدموا الاستشارات الفنية للإدارة حول اللاعبين والمدرب وليس شرطا أن تعلن هذه اللجنة بشكل رسمي وللأسف أن ما نصحته به لم ينفذ واستمرت الإدارة بعملها وسط الدائرة الضيقة التي ضاقت بالنادي وبجماهيره وضغطت على النصر حتى اختنق خصوصا في نهاية الموسم حيث شهد انهيارات كبيرة جدا وضعت الإدارة في صف والجماهير في صف آخر». وطالب الفرحان مدير كرة القدم بنادي النصر سلمان القريني بالاستقالة بعد أن تحدث عن العمل الذي قدمه القريني في الفترة الماضية «بغض النظر عن سلمان أو غيره اسم مدير كرة القدم بأي ناد يعني أن يدير الشخص شؤون الفريق ولا يجب أن يدير الفريق فمن يكون في هذا المنصب يجب أن يبقى عمله داخل المكتب فقط، من خلال ترتيب الحجوزات وإحصاء البطاقات الملونة وتذليل الصعوبات للاعبين ولكن التدخل في الأمور الفنية ليس من شؤونه إطلاقا ونصيحتي لأخي سلمان القريني هي أن يقدم استقالته ويترك الفرصة لغيره» .