اعترافٌ صريح ، يتلوه اعتذار واضح ، ثم وعدٌ بعدم تكرار هذا الخطأ ، هذا مايجب أن يربي الآباء اطفالهم عليه ، فيعلموهم الاعتراف بالاخطاء التي ارتكبوها دون مواربة او خداع ، بل ، وهذه الوصفة لا تنتج الا النجاح في الدنيا والاخرة ... **** ولكن لماذا يتلجلج بعض الاطفال في الاعتراف بالخطأ ، ويكاد يكون من المستحيل ان يقروا بما عملوه من أخطاء الا تحت الضغط؟ والاجابة عن هذا ليست بالصعبة ، فالطفل عندما يعرف انه ارتكب خطأ ، فإنه يشعر بمشاعر سلبية مختلطة من الخوف من العقاب، والخوف من كراهية الناس له ، وخشية إزعاج من يحبهم ، وحرصه على المحافظة على مكانته في قلوب أبويه ، اضافة الى ان بعض الاطفال يفرق بين وقوع الخطأ المقصود، وبين الخطأ العفوي الذي لم يقصد ، فيرى ان النوع الثاني لا يسمى خطأ ، وبالتالي لن يعترف بأنه قد اقترفه ، باعتبار انه ليس عملا مقصودا ... **** بعض الآباء مهما حاول ان يمسك جاهدا بخيوط الحكمة والتربية الهادئة . الا انه سرعان مايفقد هدوءه فيستشيط غضبا وصراخا عندما يعترف له ابنه بأنه اخطأ ، فكيف يتوقع مثل هذا الأب ان يأتيه ابنه مرة اخرى ليعترف بما صنع ؟ بل يفترض ان يستمع الأب الى ابنه حين اعترافه ويشجعه على هذا الصنيع، ويمدح شجاعته وإقدامه على تحمل تبعات الاخطاء ، ويتأكد على الاب ان يتحكم بتعبيرات وجهه فلا يتجهّم او يعبس حتى لايزرع الخوف او الرهبة في قلبه ، بل يستمع اليه حتى ينتهي ثم يشرح للابن ما وقع من اخطاء ومايلحقها من تبعات ، ويشرح له كيف يستطيع ان يتجنب الخطأ في المرة الاخرى ، فإن كان يستحق العقاب فيجب ان يكون عقاباً مناسباً، وهادفاً لا مهيناً لنفسه او مسيئاً لآدميته او قاهراً لكرامته ، كما يفعل البعض وكأنه ينتقم لنفسه ، فتتبلور شخصية الابن على الخوف والكذب وحب الخداع.. **** وللأطفال مقدرة محدودة للتعلم والاستفادة من الاخطاء ، ويحتاجون لأن يأخذوا حقهم من الوقت كما أخذنا نحن ، فلا نستعجل عليهم بل نحلم عليهم ( فالرفق – كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم - ماوجد في شيء الا زانه، ولا نزع من شيء الا شانه( ، وأؤكد كثيرا على انضباط الموازين فتكون هناك قواعد ثابتة للصواب والخطأ لدى العائلة ، قواعد لا تتحكم فيها الأمزجة والأهواء او المحسوبيات او حتى الحالة النفسية او الشخصية ، حتى تنضبط نفسية الطفل فيعرف ماله وماعليه ، حينها فقط سوف تقر عينك بطفل شجاع ، مقدام في الحق ، ذي شخصية قادرة على تحمل المسؤولية ، وقادرة على تعديل الميل وتصويب الخطأ بكل ثقة وطمأنينة .. وعلى دروب الخير نلتقي ..