ودعت الجماهير الرياضية عامة والاتفاقية خاصة في أمسية رياضية تاريخية تذكّر فيها الاتفاقيون نجومهم الكبار في الزمن الجميل بقيادة خليل - الذهب - الزياني، وبمشاركة عدد من نجوم الكرة السعودية والخليجية السابقين الذين حضروا البارحة ملبين دعوة واحد من نجوم (فارس الدهناء) والمنتخب السعودي الأول في عصره الذهبي. الظهير الأيمن عبدالله صالح الذي جمع بين المستوى والخلق الرفيع فكان بحق نجماً لامعاً يستحق كل هذا الحب الجارف.. والتقدير الكبير من الرياضيين على مختلف ميولهم بفضل سيرته الحسنة ومثاليته المتناهية وأدبه الجم داخل الملعب وخارجه.. فضلاً عن عطاءاته المتميزة وأدائه اللافت الذي جذب الأنظار إليه وترك خلفه بصمات لا تمحى في ذاكرة الجماهير ومحبيه. سيما وان بزوغ نجمه تزامن مع بداية الإنجازات الاتفاقية على الساحتين المحلية والخارجية 83-1984م فساهم ذلك في رفع أسهمه في بورصة النجوم واختياره للمنتخب الأول على يد المدرب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا بعد مرور ست سنوات على التحاقه بصفوف فارس الدهناء وهو ما فتح أمامه آفاقاً أوسع للتألق والنجومية الدولية منذ الخطوة الأولى إذ كانت أولى نجاحاته المبكرة في أول مباراة رسمية يخوضها مع «الصقور الخضر».. صناعته للهدف التاريخي الذي احرزه المهاجم (الفذ) ماجد عبدالله في شباك المنتخب الإنجليزي العريق في مباراته الدولية الودية بكامل نجومه في درة الملاعب عام 1988م وانتهت بالتعادل (1/1). ثم سجل التاريخ اسمه بمداد الفخر في سجل الشرف لأبطال الكرة السعودية عبدالله الدعيع، صالح النعيمة، ماجد عبدالله، أحمد جميل، محمد الخليوي، محمد عبدالجواد، يوسف خميس، فهد المصيبيح، محيسن الجمعان، يوسف الثنيان، فهد الهريفي الذين استطاعوا تأكيد التفوق السعودي على الساحة القارية وجدارتهم باحتفاظهم بكأس الأمم الآسيوية للمرة الثانية على التوالي. ولأنه من طينة النجوم الكبار حافظ عبدالله صالح على توهجه ونجوميته وطور مستواه ليبقى عنصراً أساسياً في صفوف المنتخب الأول لأكثر من ستة أعوام توجها بتخليد اسمه ضمن الكوكبة التي مثلت المملكة في أول مونديال تخوض غماره في تاريخها خلال كأس العالم بأمريكا 1994 فكان ذلك الحدث العالمي الأهم والأبرز في مسيرته الكروية وغاية طموحه كنجم رائع شق طريق النجاح وبلغ القمة بوعيه وتقديره لمسؤوليته وتنفيذه لتوجيهات مدربيه واحترامه لزملائه وخصومه على حد سواء. بخلاف ما نراه اليوم من لاعبين يرون أنفسهم نجوماً كباراً وهم أبعد ما يكونون عن ذلك في ظل انحدار مستوياتهم وتراجع عطائهم وفشلهم بتطوير أدائهم فيتجهون لمناقشة الحكم ويعترضون على قراراته أو يبحثون عن ايذاء واستفزاز اللاعب المقابل لتغطية فشلهم ولفت الأنظار إليهم.. فشتان بين نجوم الأمس.. ولاعبي اليوم!!