تطور الإجراءات الطبية التشخيصية كثيرا في السنوات الماضية وقلت الحاجة للتدخلات الجراحية بسبب تطور علم المناظير والإجراءات التداخلية التي يقوم بها المختصون لزيادة السرعة في التشخيص ولتقليل المضاعفات وسرعة شفاء المريض وحاجته للنقاهة. ومن هذه الإجراءات مناظير القصبات الهوائية التي يقوم بها أطباء الأمراض الصدرية. وقد شهدت هذه التقنية تطورا جديدا بإضافة إمكانية إجراء أشعة صوتية للمناطق المحيطة بالقصبات الهوائية من خلال المنظار مما سهل الوصول إلى مناطق لم يكن يمكن الوصول لها إلا بالتدخل الجراحي. ومنظار القصبات يختلف عن منظار الجهاز الهضمي، كما أن الإعدادات للإجراء قد تكون مختلفة. حيث يقسم منظار القصبات إلى نوعين: 1 المنظار الصلب. 2 منظار الألياف العصبية. وقد تم استخدام المنظار الصلب للمرة الأولى من قبل عالم ألماني عام 1897، والمنظار الصلب هو أنبوب معدني مجوف يمرر من الفم والمريض مستلق على ظهره، ويجرى تحت التخدير العام، ويتم التنفس الصناعي للمريض عن طريق أنبوب المنظار. وأجري أول منظار عن طريق منظار الألياف العصبية عام 1970. وسنقصر حديثنا في هذا المقال على مناظير القصبات التي تستخدم الألياف العصبية. محيط مناظير الألياف العصبية أصغر من المناظير الصلبة وتأتي بمقاييس مختلفة، كما توجد منها مناظير صغيرة للأطفال. وهذه المناظير مرنة ويوجد بها ألياف عصبية تنقل صورة القصبات من طرف المنظار داخل الجوف إلى عين الرؤية أو الفيديو. ويوجد به قناة لشفط السوائل والإفرازات، وقناة أخرى لأخذ العينات من الأنسجة. ويُوصى بعمل المنظار للمرضى المصابين بالسعال المزمن الذي لا يعرف سببه، وكذلك للمرضى الذين يظهر لديه دمً مع السعال، وفي حال وجود التهاب ذات الرئة والذي لا يستجيب للمضادات الحيوية، أو في حال الاشتباه بوجود ورم رئوي، أو عند المرضى المصابين بنقص المناعة، والذين تُظهر أشعة الصدر وجود التهاب في الحويصلات الهوائية. كما أنه وباستخدام تقنية الأشعة الصوتية أصبح بالإمكان أخذ عينات من الغدد الليمفاوية في منطقة الصدر (المنطقة الحيزومية). ويقوم الفريق الطبي قبل عمل المنظار بمراجعة الحالة الصحية للمريض والأدوية التي يتناولها. ويطلب من المريض الصيام ليلة المنظار ويعطى مغذيًا عن طريق الوريد؛ لذلك يفضل تعديل جرعة الأنسولين عند المصابين بالسكري والذين يتناولون الأنسولين. وقبل المنظار، يتم عمل تخدير موضعي للحلق ومجرى التنفس العلوي، وقد يستخدم الطبيب مهدئًا عن طريق الوريد أو العضل. ويتم إجراء المنظار في غرفة المناظير وفي بعض المستشفيات في غرفة العناية الحرجة أو غرفة العمليات. ويتم إدخال المنظار عن طريق الفم أو الأنف والمريض مستلق على الظهر، وقد يتم إجراؤه والمريض في وضع الجلوس. وخلال المنظار يعطى المريض أوكسجياًن عن طريق الأنف، ويتم مراقبة النبض والأوكسجين في الدم. ويمكِّن المنظار الطبيب من معاينة مجرى التنفس العلوي والحبال الصوتية ومن ثم يتم الدخول إلى القصبة الهوائية الرئيسية وبعد ذلك القصبات الهوائية الفرعية، كما في الصور المرفقة. ويمكِّن المنظار المعالج من رؤية مصدر الدم في حال النزيف، كما يُمكن رؤية الأورام الموجودة في القصبات أو الالتهابات في مجاري التنفس. ويأخذ الطبيب عادة عينات من سوائل القصبات لزراعتها وفحصها بالمجهر، كما يمكن أخذ عينة (خزعة) من الرئة خلال المنظار تحت الأشعة السينية لتحديد موقع العينة بدقة أو من الغدد الليمفاوية بمساعدة الأشعة الصوتية. أما علاجيًا فقد يستخدم المنظار لشفط الإفرازات من القصبات الهوائية أو استخراج الأجسام الغريبة. كذلك يمكن استخدام الليزر الطبي لتوسيع التضيقات في القصبات، وكذلك وضع دعامات لدعم وتوسيع القصبات. وهناك طرق علاجية جديدة مثل العلاج بالأشعة أو التبريد يمكن توصيلها عن طريق المنظار. و منظار القصبات الهوائية إجراء آمن يساعد المريض والطبيب على تجنب الإجراءات الأكثر تعقيدا ويسرع من تشخيص وعلاج المريض، ولكن في حالات نادرة هناك احتمال ظهور بعض المضاعفات أهمها تشنج القصبة الهوائية، النزيف أو استرواح الرئة في حال أخذ خزعة، كما أن مستوى الأوكسجين في الدم قد ينخفض خلال الإجراء؛ لذلك يتم مراقبة الأوكسجين خلال المنظار. ويراقب المريض لبعض الوقت بعض إجراء المنظار الليفي ويمكنه بعد ذلك المغادرة للمنزل. وعادة يخضع المريض للمراقبة بعد المنظار لمدة ساعة إلى ساعتين. كما يطلب من المريض عدم قيادة السيارة لمدة 24 ساعة. كما يُنصح المريض بعدم الأكل أو الشرب لمدة أربع ساعات بسبب تأثير المخدر الموضعي في عملية البلع مما قد يسبب وصول الأكل أو الشرب إلى مجرى التنفس. وبعد كل عملية تنظير يتم تعقيم المنظار حسب إجراءات ومقاييس عالمية، ويتم فحص المنظار بشكل دوري للتأكد من عمله بصورة جيدة. اشعة سينية اثناء اخذ عينة من الرئة بواسط المنظار