لا يتردد الشاعر المعروف ياسر التويجري من خلال حواراته في الإقرار بصفة (الهياط) في شخصيته، والتصريح بأنه "مهايطي وبدرجة امتياز"، والزعم بأنه: "ليس مهايط فارغ وإنما مهايط على سنع"؛ والحقيقة أن هذا الجانب واضح للعيان إذ استطاع التويجري استثماره بفاعلية مُستغلاً أسلوب افتعال الإثارة في اختصار المسافة والوصول إلى أضواء الشهرة والنجومية بسرعة في وسط مزدحم لا يُمكن أن يصل فيه المبدع بإبداعه فقط إلا فيما ندر وبعد طول عناء ومكابدة. وبالرغم من إعجابي الشديد بصراحة ياسر التويجري وواقعيته حين فرَّق في مُقابلته مع نيشان في برنامج (أبشر) بين الشاعرية والنجومية، وصرَّح بأن 50 % من الفضل في نجوميته يعود للمقدرة الشعرية فيما يعود الفضل في بقية النسبة لقبول الجمهور وللكاريزما أو سحر الشخصية التي يدخل ضمنها ما أشرنا إليه بدايةً من الهياط وافتعال الإثارة؛ إلا أن (الهياط) (السنع) والذكاء الحاد الذي يتسم به التويجري في تعامله مع الجمهور والإعلام يغيبان عنه أحياناً ليتحدث عن أشعاره وكأنها نصوص مُقدسة يتوجب على الجميع الإعجاب بها رُغماً عن أنوفهم..! فأسوأ ما ما يمكن أن يفعله الشاعر –أي شاعر- هو قيامه بهجاء الأشخاص الذين لا تروقهم أشعاره، وهو تصرف سيئ وغريب لا ينُم عن ذكاء بقدر ما ينم في معظم الأحيان عن عدم ثقة بالقيمة الفنية والإبداعية للشعر الذي ينظمه ذلك الشاعر، وهذا الأمر ارتكبه التويجري في إحدى قصائده حين قال مُفتخراً: الله عطاني عصا موسى وقدرة شعيب حتى حكمت القلوب اللي ملكت اغتصاب واللي ما يرضا بهالتصنيف هذا القليب يشرب وإذا ما رضا بالشرب ياكل تراب! وأجزم أن المتلقي سيجد في قبول(الهياط )المُفرط أو التهام (التراب) أمراً جيداً ومستساغاً إذا ما خُير بينه وبين إرغامه على الاستماع لبعض قصائد ياسر التويجري أو غيره من الشعراء، خاصةً حين تأتي تلك القصائد فارغة من أي شيء سوى الصراخ والكلام الذي لا يُثير أدنى شعور بالمتعة، فشعور المتعة شعور لا يُمكن فرضه على المستمع بقصائد يُسيطر عليه عند الاستماع لها الشعور بالغثيان والرغبة الجادة في قطع كل علاقة له مع الشعر الشعبي..! نيشان