أكد اللواء «محمد عبد الله القرني» -مساعد مدير عام الدفاع المدني لشؤون التخطيط والتدريب- على أن مشروعات البنية التحتية التدريبية بالدفاع المدني تشهد نقلة نوعية هائلة من حيث انتشارها في جميع مناطق المملكة، ومستوى تجهيزاتها من وسائل التدريب النظري والعملي. وأضاف بمناسبة افتتاح مركز تدريب الدفاع المدني بمنطقة عسير أن التكلفة الإجمالية لمشروعات التدريب خلال السنوات الثلاثة الماضية وصلت إلى ما يقرب من (250) مليون ريال، مشيراً إلى أن جهاز الدفاع المدني استفاد من مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -يحفظه الله- في تطوير المقرات الأمنية، وفي إنشاء وتطوير عدد من مراكز التدريب واللياقة البدنية، وذلك للارتقاء بقدرات رجال الدفاع المدني من الضباط والجنود والموظفين المدنيين. وأعرب عن امتنانه وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لما يقدمه من دعم لتطوير القوى البشرية للدفاع المدني وإتاحة فرص الابتعاث للضباط والأفراد للدراسة داخل المملكة وخارجها، مشيداً بدور مركز المشروعات التطويرية بوزارة الداخلية في تطوير البنى التحتية بالدفاع المدني بأرقى الموصفات الفنية، مثمناً رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير لحفل افتتاح مركز تدريب الدفاع المدني بالمنطقة وتخريج عدد من الدورات التدريبية، وفيما يلي نص الحوار: إضافة كبيرة * بمناسبة افتتاح مركز تدريب الدفاع المدني بمنطقة عسير، كيف ترون مستوى البنية التحتية التدريبية بالدفاع المدني؟ - نحن سعداء بهذا الصرح والذي يمثل إضافة كبيرة لمشروعات البنية التحتية التدريبية بالدفاع المدني، والتي تشهد نقلة نوعية غير مسبوقة، بدأت بإنشاء معهد تدريب الدفاع المدني بالرياض، ثم افتتاح مركز تدريب الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، وبلغت تكلفة المرحلة الأولى منه (20) مليون ريال، والمرحلة الثانية (12) مليون ريال، إلى جانب مركز اللياقة البدنية بتكلفة (18) مليون ريال، ثم افتتاح مركز تدريب الدفاع المدني بعسير بتكلفة (28) مليون ريال برعاية كريمة ومقدرة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، وهناك مشروعان آخران للتدريب يجري العمل بها حالياً أحدهما في المدينةالمنورة وتصل تكلفته إلى (49) مليون ريال، والآخر في منطقة تبوك بتكلفة تقدر ب (30) مليون ريال، ويكفي أن نقول إن إجمالي تكاليف مشروعات التدريب في الدفاع المدني خلال السنوات الثلاث الماضية بلغت ما يقرب من (250) مليون ريال، هذا بخلاف تأمين تجهيزات اللياقة البدنية لنحو (90) موقعاً ميدانياً في مختلف مناطق المملكة. 85٪ من برامج التدريب مهارية وفقاً لدراسات رصد وتحليل المخاطر المحتملة تطوير المراكز الميدانية * وبما تفسر هذه النقلة النوعية التي تصل إلى حد الطفرة في المنشآت التدريبية بالدفاع المدني؟ - لا يمكننا أن ننظر إلى هذه الطفرة في المنشآت التدريبية بمعزل عما يشهده الدفاع المدني والأجهزة الأمنية عموماً من تطور مستمر في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وما يلقاه الدفاع المدني من دعم واهتمام من لدن صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ليتمكن من أداء مهامه في الحفاظ على المكتسبات الوطنية وحماية الأرواح والممتلكات وتوفير الإمكانات والموارد لامتلاكه أحدث التجهيزات والمعدات، وهنا نذكر بكل الشكر والعرفان استفادة الدفاع المدني من مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لبناء المقرات الأمنية في إنشاء وتطوير منظومة المراكز الميدانية والمرافق التدريبية، وفق رؤية واضحة لمدير عام الدفاع المدني الفريق «سعد بن عبدالله التويجري» لاحتياجات الجهاز في جميع المناطق، والحرص على توفيرها وتحقيق أفضل استثمار للإمكانات المتاحة، ويجب ألا نغفل جهود مركز المشروعات التطويرية بوزارة الداخلية في هذا الجانب، وإسهاماته في تطوير البنى التحتية بالدفاع المدني، وتشكيل فريق علمي زار المدن التدريبية في بريطانيا وبعض الدول الأوروبية؛ للاستفادة من خبراتها في تنفيذ مشروع مدينة الدفاع المدني التدريبية بالرياض، الذي يستوعب أكثر من (3000) متدرب في وقت واحد، وكذلك المدينة الأخرى المزمع إقامتها بمشيئة الله تعالى بمنطقة مكةالمكرمة، وكل من المدينتين ستضيف قوة هائلة لقدرات الدفاع المدني التدريبية. إمكانات متميزة * لكن ما الذي يضيفه مركز تدريب الدفاع المدني بعسير للقدرات التدريبية؟ - لا شك أن وجود هذا المركز المجهز يتيح إمكانات أكبر لتنفيذ خطط التدريب لرجال الدفاع المدني في عسير والمناطق المجاورة لها، ويكفي أن نعلم أن المركز يجهز لاستقبال أكثر من (500) متدرب في وقت واحد، وتتوافر فيه إمكانات متميزة للدورات والبرامج التخصصية للقيادات وإدارة العمليات وغيرها، والمديرية العامة للدفاع المدني حريصة كل الحرص على مراعاة التوزيع الجغرافي العادل لمراكز التدريب، بما يخدم منسوبي الدفاع المدني في كافة المناطق، وبما يتناسب مع خطط التطوير المستقبلية. رصد وتحليل * هل ثمة تطور نوعي وكمي في برامج التدريب يواكب التطور في المنشآت التدريبية بالدفاع المدني؟ - البرامج التدريبية في الدفاع المدني يتم تصميمها وفقاً لعدد من الاعتبارات، في مقدمتها احتياجات رجال الدفاع المدني لأداء مهامهم على الوجه الأكمل، وهذه الاحتياجات يتم تحديدها وفقاً لدراسات رصد وتحليل المخاطر المحتملة، وقياسات دقيقة لأداء كافة الوحدات، بالإضافة إلى المتابعة لبرامج وأنظمة التدريب المتطورة في التعامل مع هذه المخاطر والمتطلبات الفنية لتنفيذ هذه البرامج، ومن المؤكد وجود ارتباط كبير بين مستوى المنشآت التدريبية ونوعية تجهيزاتها وبرامج التدريب التي تقدمها، وهو الأمر الذي ينعكس على مستوى أداء خريجيها من المتدربين، ونذكر دليلاً على ذلك مشروع تطوير المشبهات التدريبية وأنظمة المحاكاة الذي يطبق في الرياض والمنطقة الشرقيةوعسير والذي بلغت تكلفته أكثر من (21) مليون ريال، وأتاح إمكانات كبيرة لتطوير برامج التدريب، إلى جانب استيعاب أكبر عدد من المتدربين في تخصصات مختلفة. أرقام وإحصاءات * هل هناك إحصاءات يمكن من خلالها الوقوف على واقع التدريب بالدفاع المدني والتعرف على حجم الاستفادة من المنشآت التدريبية الجديدة؟ - لعل الإحصاءات الخاصة بتدريب المستجدين عبر برامج ودورات التدريب التأسيسية والفنية والعسكرية خلال السنوات الخمس الماضية تشير إلى أكثر من (5500) متدرب تخرجوا في هذه المراكز التدريبية، (95%) منهم يمارسون أعمالاً ميدانية، ويؤدي (5%) منهم أعمالاً مساندة فنية وإدارية لتعويض الفاقد نتيجة التقاعد، وفي العام الماضي 1431ه فقط، تم تنفيذ أكثر من (400) دورة تدريبية للضباط والأفراد داخل وخارج المملكة، شملت (230) برنامجاً تدريبياً في المنشآت التدريبية للدفاع المدني، و(171) دورة بالتعاون مع القطاعات العسكرية والجامعات والمعاهد التقنية المتخصصة، وبلغ عدد المستفيدين من هذه الدورات والبرامج أكثر من (7800) متدرباً، وخلال العام التدريبي الحالي تم تنفيذ (32) دورة تدريبية في مراكز تدريب الدفاع المدني، ومع اكتمال منظومة مراكز التدريب الجاري العمل بها، سوف يتضاعف عدد هذه الدورات، وبالتالي عدد المستفيدين منها من الضباط والأفراد. إضافة قوية *مع زيادة التوجه إلى التدريب التخصصي، هل يتراجع الاهتمام بالدورات التدريبية التقليدية لرجال الدفاع المدني على رأس العمل؟ - متطلبات الدفاع المدني تحتاج إلى توفير كافة المسارات التدريبية، سواء الدورات التخصصية أو المهارية القصيرة أو التأهيل العلمي على رأس العمل، بل وحتى الدراسات العليا للماجستير والدكتوراة، دون تعارض بين أي من هذه المسارات، وألا يطغى مسار على آخر، فعندما نؤهل عناصر لديها القدرة على الإبداع في مجالات مهمة يحتاجها الجهاز من خلال الدورات الطويلة، فهذا رافد حيوي ومهم، ونسبة (10 - 15%) من برامج التأهيل والتدريب تتم عبر برامج الدراسات العليا والدورات الطويلة والمتوسطة، والمستفيدون من هذه البرامج يمثلون إضافة قوية لمرحلة التطوير الحالية، ما كان يمكن أن نحققها من خلال الدورات القصيرة التي لا تدعم التخصص الدقيق، في حين أن الدورات المهارية تمثل (85%) من البرامج التدريبية، وذات فائدة كبيرة في تنمية المهارات، وخلاصة القول إن تكامل المسارات التدريبية يخدم برامج التطوير تبعاً لاحتياجات الجهاز في جميع أعماله.