دوى انفجار عنيف في طرابلس امس بعد تحليق لطائرات حلف شمال الاطلسي، كما ذكرت مراسلة لوكالة فرانس برس في العاصمة الليبية. وكان شهود عيان تحدثوا عن دوي أربعة انفجارات حوالى الساعة 4,30 (2,30 تغ) في منطقة شرق طرابلس، حيث يقع معسكر يضم مضادات للطيران.وتركزت المعارك في ليبيا امس حول مدينتي مصراتة والزنتان الاساسيتين بعد تراجع قوات معمر القذافي امام المتمردين بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء النزاع الذي سيستمر على ما يبدو رغم تدخل قوات القوات الدولية. وفي الوقت نفسه، تتفاقم الاوضاع الانسانية في المخيمات التي امتلأت بالاجانب الذي يحاولون الرحيل مع صعوبة معالجة جميع الجرحى بسبب نقص المعدات الطبية وسط ارتفاع اعداد الضحايا، حيث تحدث البعض عن مقتل آلاف الاشخاص منذ بداية النزاع في 15 شباط - فبراير الماضي. وعلى الرغم من التدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي والعقوبات المالية الدولية التي تتضمن عقوبات على السلاح وتجميد الاموال بهدف دفعه على المغادرة، لا إشارات من الزعيم الليبي الى انه ينوي التخلي عن مقاليد السلطة في البلاد والتي يتمسك بها منذ 41 عاما. وتواصل قوات القذافي التي أثرت عليها غارات الحلف الاطلسي منذ 19 اذار - مارس الماضي تواصل معاركها رغم سيطرة الثوار على مصراتة التي تعد بالنسبة اليهم "مفتاحا" في تقدمهم نحو طرابلس العاصمة الليبية الواقعة على بعد 200 كلم غربا. وتمكن الثوار بمساعدة التحالف طرد قوات القذافي من ثالث المدن الليبية الواقعة على بعد 200 كلم شرقي طرابلس واستطاعوا تأمين الميناء. غير ان المدينة لا تزال محاصرة من قبل الجيش. وتتواصل المعارك في منطقة المطار الذي يقع على بعد عدة كيلومترات غربي المدينة، حيث يتمركز عدد كبير من قوات القذافي، بحسب الثوار. وظل الطريق الوحيد الذي يمد المدينة بالمؤن البحر، حيث أفرغت سفينة جديدة تابعة للمنظمة العالمية للهجرة ليل الاربعاء الخميس أغذية ومعدات طبية، حسبما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس. في المقابل، وصلت سفينة واحدة على الاقل محملة بالسلاح الى الميناء، بحسب الثوار.وأفاد الهلال الاحمر في مصراته ان النزاع في المدينة أدى الى مقتل نحو 1500 شخص من السكان والمتمردين منذ 19 شباط - فبراير الفائت.والى الجنوب الغربي من طرابلس تمكن آلاف الثوار الذين يدافعون عن مدينة زنتان من دحر قوات القذافي بعد يوم من المعارك والقصف، حسبما أفاد فريق من وكالة فرانس برس. لكن عشرات القذائف من طراز غراد سقطت على المدينة فجرا. وقال شاهد عيان ان آلاف العائلات فرت من مدينة الزنتان باتجاه الحدود التونسية. ويسيطر الثوار على المنفذ الحدودي، لكن لوحظ حشد للقوات الموالية للقذافي الاربعاء ما يرجح استعدادهم للقيام بهجوم مقابل من أجل إعادة السيطرة على المنفذ، بحسب مصدر عسكري غربي. ومنذ عدة ايام، يلاحظ سكان المناطق الغربية تراجع المعارك، حيث تحاول قوات القذافي المتمركزة في الهضاب قطع الاتصالات بين هذه المناطق الجبلية.ولا يبدو ان أي من اطراف النزاع يغلب على الطرف الاخر كما انه لا يبدو ان هناك في الأفق أي تغيير قريب في رأس النظام. واتفق سفراء الدول ال 28 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي على ارسال ممثل لهم الى مدينة بنغازي الليبية لاجراء اتصالات سياسية مع المعارضة لنظام معمر القذافي، حسبما افاد مسؤول في الحلف الاربعاء. وسمحت الولاياتالمتحدة بشراء النفط من الثوار الليبيين وأجازت الخزانة الاميركية بموجب مرسوم للشركات الاميركية شراء "النفط والغاز والمنتجات النفطية المصدرة من ليبيا تحت إشراف المجلس الوطني الانتقالي" بشرط ان تبلغ الخزانة بالامر وتقدم اثباتا يؤكد ان هذه الصفقات لا تفيد اي وسيط من الدولة الليبية باي شكل من الاشكال. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما امر رسميا الثلاثاء بتقديم مساعدة غير عسكرية طارئة للثوار بقيمة 25 مليون دولار. ويرى السفير الاميركي في طرابلس الذي استدعته واشنطن جين غريتس ان الخوف هو العنصر الرئيسي الذي يمنع المزيد من المسؤولين الليبيين من الانشقاق عن نظام القذافي. واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غوينادي غاتيلون امس ان روسيا لا تنوي الدعوة الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي حول ليبيا رغم الطلب الذي وجهته اليها ليبيا خلال الاسبوع الجاري. وقال غاتيلوف في تصريحات نقلتها وكالة ايتار تاس الرسمية انه "من غير المرتقب عقد اجتماع استثنائي لمجلس الامن الدولي حول ليبيا". من جانب آخر، وصل الاربعاء الى ليبيا خبراء من لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة للتحقق من الادعاءات حول حصول انتهاكات في حقوق الانسان، بحسب ما افادت وكالة الانباء الليبية.