هدد تكتل اللقاء المشترك المعارض بالتراجع عن الموافقة على المبادرة الخليجية الخاصة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح مقابل ضمانات بعدم الملاحقة في أعقاب مقتل 13 من المتظاهرين الأربعاء في صنعاء وعدن. وقالت المعارضة في بيان لها امس «إن المهمة المباشرة للأشقاء والأصدقاء اليوم هي حماية المتظاهرين والمعتصمين سلميا، وما لم يتحقق ذلك عملياً فإن اللقاء المشترك وشركائه سيجدون أنفسهم غير قادرين على المضي في التوقيع على اتفاق تشير الدلائل إلى أن النظام يريد أن يوظفه لسفك المزيد من دماء الشعب، كما دلل على ذلك خلال الأيام الماضية». وطالب المشترك الدول الخليجية والاتحاد الأوروبي وأمريكا باتخاذ موقف جاد وواضح لا لبس فيه وإدانة المجازر التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية التابعة لصالح إذا ما أريد للاتفاق (المبادرة الخليجية) أن يمضي إلى غايته بنجاح. وقال البيان «لقد وافقنا على الاتفاقية لتجنيب شعبنا المزيد من سفك الدماء، فإذا لم يتحقق ذلك وواصلت أجهزة الرئيس صالح قتل أبنائنا وشعبنا فما الذي يتبقى من مبرر لذلك، لتستمر في القتل، ولتستمر في ارتكاب مجازرها، وستتحمل وحدها وزر ما ترتكبه من جرائم، فالثورة ماضية في طريقها إلى النصر بإذن الله». وأكد بيان المشترك على أن «النظام لا يزال يناور ليقدم على المزيد من سفك الدماء، وأنه غير جاد في الالتزام بالاتفاقيات كما كان شأنه دائماً ويؤكد على أنه سيمضي في سفك المزيد من الدماء لإفشال الاتفاق، فلا يمكن أن تكون هذه المجازر الوحشية التي يرتكبها وبالرصاص الحي إلا دليلاً على أنه يسعى لتوسيع قاعدة الرفض الشعبي للمبادرة ليحقق غايته الحقيقية من وراء ذلك وهو التنصل من الموافقة المكتوبة التي كان قد قدمها للأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية». الى ذلك دان اللواء علي محسن الاحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع ما امساه «مجزرة صالح» الجديدة التي ارتكبها نظامه الأربعاء بحق المتظاهرين في العاصمة صنعاء وأدت إلى مقتل 12 شخصا وإصابة اكثر من 130 آخرين بالرصاص الحي على ايدي قوات الحرس الجمهوري والامن والمسلحين ممن يسمون بالبلاطجة. ودعا في بيان له تلقت «الرياض» نسخة منه الى هبة شعبية لحماية المتظاهرين متهما النظام بالسعي الى تفجير الموقف عسكريا. وقال «إن استمراء النظام وتماديه في سفك دماء شبابنا الطاهر لمدعاة إلى هبة شعبية لنجدة شباب اليمن وردع الظالمين القتلة الملوثة أيديهم بالدماء الطاهرة التي تسفك كل يوم على امتداد ساحات الاعتصامات في كافة محافظات وطننا الحبيب». وزاد «لا يخفى على أحد من العقلاء من أبناء الوطن أن التمادي في قمع المعتصمين السلميين وقتلهم والاعتداءات المتكررة عليهم هي في حد ذاتها محاولات يائسة لجر أبناء القوات المسلحة والأمن للمواجهة والاقتتال فيما بينهم لتتحقق أحلام الطغاة المريضة، ونواياهم الفاسدة لتمزيق الوطن وشرذمته». وقال إن صالح أوهم العالم والشعب بالموافقة على المبادرة الخليجية «ليطعن الشعب بأساليبه الغادرة وطيشه وغيه وظلمه السادر بهذه المجزرة البشعة التي ارتكبها بحق المسيرة السلمية بالعاصمة صنعاء وعدن الحبيبة وتعز الثورة في يوم الديمقراطية». إلى ذلك دعت نقابة الصحفيين اليمنيين العاملين في وسائل الإعلام الحكومية إلى التوقف فورا عن العمل وإدانة ما أسمته «المجازر» التي ترتكب بحق المعتصمين، وعدم المشاركة «في التغطية على تلك الجرائم وتزوير الوقائع وتزييف الحقائق ومحاولة تضليل الرأي العام والإساءة إلى ثورة الشعب السلمية الحضارية التي ينظر إليها العالم اليوم بتقدير وإكبار». وأضافت لجنة الحريات بالنقابة «ان هؤلاء الذين يقفون اليوم في مواجهة شعبهم، جاعلين من أنفسهم أدوات قتل أخرى للحقيقة سيبوئون بعار الأبد وسيكونون هدفا للملاحقة والمسألة والمحاسبة». وقالت لجنة الحريات بالنقابة في بيانها إن دعوة العاملين إلى التوقف عن العمل تنطلق من حق دستوري صريح يحضر استغلال المال العام والوظيفة العامة لمصلحة فرد أو حزب.