يستحوذ مرض الربو على اهتمام الأطباء والباحثين ويتساءل الجميع عن إمكانية زوال هذا المرض المزمن؟ حيث يصيب ما بين 10- 20% من الأفراد وقد أثبتت الدراسات زيادة معدل انتشاره خلال العشرين سنة الماضية، فهو يعد من الأمراض الصعبة والمعقدة والعوامل المسببة له كثيرة فهو ينتج عن تفاعل بين الجينات والبيئة المحيطة بالإنسان. فالربو عبارة عن اضطراب التهابي مزمن لمجاري الهواء مما يجعلها مفرطة الاستجابة عند تعرضها لأي من العوامل المحسسة أو المهيجة والتي ينتج عنها انسداد في القصيبات والشعب الهوائية بسبب التضيق القصبي وزيادة الإفرازات المخاطية والالتهاب مما يقلل من تدفق الهواء. قد يحدث انقطاع للربو لفترات زمنية متفاوتة نتيجة خطأ في التشخيص الأولي لوجود الصفير فهو مصاحب لالتهاب الجهاز التنفسي الفيروسي، وغالباً ما تكون الشعب الهوائية أثناء فترة الانقطاع سهلة الاستثارة كما أن البعض قد تعود إليه أعراض الربو المتكررة، تتفاوت شدة الربو وأعراضه بين المصابين في أوقات مختلفة. إن العوامل التي تحدد انقطاع أعراض الربو واستمراره غير واضحة بالكامل إلا ان الأطفال المتحسسين ومن تظهر عليهم أعراض الربو تحت سن الثالثة غالبا ما تستمر لديهم الأعراض، كما تستمر أيضاً عند المرضى الذين تبدأ اصابتهم بالربو بعد سن البلوغ وأثناء سن الرشد. إن التعرض لكمية عالية من المحسسات (كالحشرات والعثة والفطريات والقطط داخل المنازل وحبوب لقاح الأشجار والشجيرات والحشائش خارج المنزل) في السنوات الأولى للأطفال يزيد من احتمالية تكون الأجسام المضادة لها والتي تزيد من احتمالية الإصابة بالربو واستمراره. إن التحكم بالربو بالابتعاد عن مسبباته واستخدام العلاج المناسب له تحت إشراف الطبيب المعالج يجعل المريض ينعم بالصحة والعافية. * أمراض الحساسية والمناعة لدى الأطفال