لا تبدو الانتقادات التي أطلقها لاعب النصر السابق فهد الهريفي والمحلل الحالي في قناة "لاين سبورت" تجاه مدير عام كرة القدم بنادي النصر سلمان القريني عفوية؛ أو في سياق تحليله الفني لمباراة النصر والهلال الأخيرة؛ إذ جاءت مرسلة دون دليل أو قرينة ولا حتى معطيات فنية أو إدارية يمكن من خلالها إطلاق أية أحكام تجاه عمل القريني. الهريفي الذي قال بأن الأمور في نادي النصر توحي بأن الفريق يفتقد للإداري الذي يفهم في الأمور الفنية بدا أنه أراد تصويب سهامه باتجاه القريني وإن لم يسمه، وقت اختار توقيتاً في غاية الحساسية؛ إذ أعقب خسارة الفريق من الهلال، وهو الذي يعرف ما لهذه الخسارة تحديداً من أثر في نفسيات النصراويين بكافة مكوناتهم، وهو توقيت ينم عن ذكاء يتمتع به الهريفي حيث ما كاد الفريق "الأصفر" يخرج خاسراً بالنتيجة حتى بدأت سهامه تترى باتجاه القريني؛ بغية التأثير على وضعيته داخل الفريق. ومن يعرف واقع الحال في الفريق النصراوي يدرك بأن كرسي القريني كعضو في مجلس الإدارة ومدير عام على الفريق كان محط استهداف من غير طرف نصراوي، وصل بالبعض حد الغيرة من الحظوة التي وجدها من قبل مسيري القرار في النادي؛ خصوصاً من جهة من كانوا يمنون أنفسهم بالفوز بهذا المنصب، بل وسعوا إليه بأكثر من وسيلة، خصوصاً حينما أعلن القريني استقالته في يونيو الماضي؛ إذ سارع البعض إعلامياً وجماهيرياً لطرح أكثر من اسم لسد الفراغ الذي سيخلفه المدير المستقيل، وكان الهريفي واحداً منهم، وقد بدت بعض تلك الاطروحات والأخبار التي تم تداولها وقد حيكت بشكل دقيق؛ بغية تمريرها على أنها مطلب إعلامي وجماهيري في وقت كان واضحاً لمن يعرفون بواطن الأمور أن طرحها كان مدبراً ومرسوماً، غير أن رغبة رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي في بقاء القريني قناعة فيما يقدمه أو تعويضه بالنجم الكبير ماجد عبدالله في ظل إصراره على الرحيل آنذاك أغلق الطريق على المتربصين بالكرسي الأهم في "العالمي"؛ وقطعه تماماً حينما قرر القريني العودة من جديد. وإذ تبدو حملة الهريفي المنظمة تجاه القريني مكشوفة، فهي في ذات الوقت تبدو متهافتة ولا يمكن أن تنطلي على أنصار النادي؛ خصوصاً وأن استهداف الهريفي للقريني يأتي في جانب يعد هو الأقوى في مقومات عمله وهو خبرته الإدارية والفنية، وهو اللاعب النصراوي الذي مثل الجيل الذهبي وأنجز معه، فضلاً عن تمثيله للمنتخبات الوطنية وتحقيقه لانجازات مهمة معها في مسيرته، وأهمها الفوز ببطولة العالم للناشئين في العام 1989، فضلا عن خبرته في المجال الإداري كمدير لمنتخب الناشئين لفترة طويلة، وهو ما زاد من مخزونه الفني لاحتكاكه بمدربين من مدارس تدريبية مختلفة؛ يضاف إلى ذلك عمله كإداري مسؤول عن الشؤون الفنية في اللجنة الأولمبية السعودية، وقبل ذلك كله تأهيله أكاديمياً حيث يحمل شهادة عليا في الإدارة. ويعزز من ضعف الحملة "الهريفية" تجاه القريني النقلة التي أحدثها منذ تسلمه لمهامه في إدارة شؤون الفريق في مايو 2009 خلفاً لمدير الفريق السابق طلال الرشيد؛ إذ استطاع وخلال فترة وجيزة أن يعيد ترتيب أوراق الفريق عبر انضباطية واضحة، واحترافية ملموسة، وقبل ذلك "ثقل" واضح على غير صعيد ما جعل الفريق وفي أول موسم له معه يحقق المركز الثالث في الدوري، وهو الذي ضمن له مقعداً في دوري أبطال آسيا، وهو المركز الذي لم يحققه الفريق منذ موسم بعيدة، وهاهو هذا الموسم يواصل عطاءاته كرقم صعب من أرقام الكرة السعودية.