قد نجد أنه من الصعب اختيار قائمة عن أفضل الشخصيات التي تؤثر في الولاياتالمتحدةالامريكية خصوصا ونحن نتكلم عن شعب تعداده ما يقارب 300 مليون نسمة، ونتكلم عن الدولة المسيطرة في العالم في شتى النواحي سواء أكان سياسيا, اقتصاديا , عسكريا, أو علميا ولذلك اختيار شخصيتين فقط من هذا الكم الهائل من العقول أمر له تعقيداته. ولربما لو كنا نتكلم عن فترة تاريخية سابقة فإن الموضوع يصبح أسهل لأن هناك شبه اجماع أن أعظم شخصيات أمريكا هو رئيسه الأسطوري أبراهام لنكولن اعدل رؤساء أمريكا وأكثرهم أمانة فهو الرجل الذي دخل حربا كادت أن تؤدي إلى تقسيم أمريكا وزوالها من اجل تحرير العبيد في زمن كان مجرد طرح الموضوع من المحرمات وفي حقبة زمنية كانت السياسة تعتمد على المؤامرات! بينما اعتمد لنفسه التعامل الأخلاقي الرفيع كأسلوب . حاليا من الصعب وجود سياسي بتلك المواصفات لذلك يُستبعد السياسيون من قائمة الأفضل حاليا . قد يقترح البعض أسماء مؤسسي أدوات التواصل والبحث الالكتروني لما لها من تأثير بل تغيير لحياة الناس مثل مؤسسي جوجل والفيس بوك، ولكن نحن هنا نتكلم عن شخصيات كان لها تأثير مباشر وليس عبر الأدوات! ولا يوجد شك أن أدوات التواصل والبحث غيرت وجه العالم ككل وليس أمريكا وحدها . لذلك أرى أن أكثر شخصيتين تملكان المواصفات المطلوبة لكي تكونا أفضل الشخصيات الامريكية في الوقت الحالي من جميع النواحي سواء بضخامة التأثير الايجابي أو الأخلاقي هما شخصيتان إحداهما اكاديمية سياسية والأخرى سياسية تلفزيونية.. الشخصية الأولى : نعوم تشومسكي . يعتبر تشومسكي أسطورة على قيد الحياة! . وكما يقال عنه الرجل الذي يعرف عن كل شيء (دنيويا) ! فهو الأب الروحي والمؤسس الحقيقي لعلم اللسانيات وهو مدرسة في عدة مجالات مختلفة في وقت واحد ويتميز تشومسكي بصفة فريدة من نوعها فهو عندما يتكلم بعلم آخر كعلم النفس أو اللغة أو السياسة فانه لا يبرع فقط في ذلك العلم الآخر! بل يضيف إليه ويؤسس لنظريات جديدة فيه ويكون مدرسته الخاصة في العلم الجديد ! وهذا ما يذهل العلماء في تلك العلوم كعلم النفس وغيره من أن يأتي شخص من خارج العلم الذي امضوا فيه سنوات عمرهم ليغير مفاهيمهم ويقلبها رأسا على عقب! . أبدع تشومسكي في السياسة رغم أنني لا أتفق مع كثير من أفكاره اليسارية إلا انه اختط لنفسه خطا مميزا . ورغم تعرض تشومسكي لبعض الأذى أثناء طفولته بسب خلفيته إلا أن ذلك وضعه في طريق الدفاع عن الحقوق بكل شراسة ويعتبر تشومسكي أكثر الناس دفاعا عن القضية الفلسطينية في أمريكا والعالم فقد دافع عنها أكثر من بعض الفلسطينيين ويعتبر رجلا غير مرغوب فيه في إسرائيل وطرد عدة مرات بأسباب مواقفه الواضحة الداعمة للحق الفلسطيني . الشخصية الأخرى هي الإعلامي الشهير جون ستيوارت ,هذا الرجل يملك تأثيرا ساحرا وشخصية جذابة في حياة الامريكيين فله قدرة عجيبة على اختصار اعقد القضايا السياسية والاجتماعية في كلمات بسيطة ذات طابع كوميدي لإيصال الحالة بكل دقة ! كثير من الأحيان تستغرب كيف استطاع تلخيص كل هذه التعقيدات ببضع كلمات تكون عميقة وأيضا محببة للنفس يعتمد في تركيبته على البساطة والعمق والنقد والإضحاك فيستطيع بنفس العبارة مخاطبة كل طبقات المجتمع من أحنك السياسيين إلى ابسط طبقات المجتمع . ميزانه الأخلاقي أيضا عال ويقف دائما مع ما يظنه حقا ,كنت أتمنى أن يتولى وزارة الخارجية الامريكية يوما ما لكان تمكن من حل اغلب مشاكل العالم من خلال نظرته العميقة وفي نفس الوقت المبسطة للأمور . ولكي نكون عادلين وموضوعيين في نظرتنا للأمور للعلم فكلتا الشخصيتين يهودية، وكلاهما عانى من التفرقة في طفولتهما ولكن ذلك اكسبهما صفة لازمتهما في حياتهما الا وهي نصرة الحق اينما كان! واكبر دليل أن إسرائيل تعتبر تشو ةمسكي من اكبر أعدائها في أمريكا بسبب مواقفه منها ومن نصرة فلسطين. وستيوارت أيد إنشاء المركز الإسلامي بقرب موقع التجارة العالمي السابق رغم معارضة اغلب اللوبيات في نيويورك التي هو منها . ** مما قيل هذا الأسبوع : التجار كالعادة استغلوا قرارات الخير برفع الأسعار والجميع لاحظ ارتفاع الأسعار الا مسؤولي وزارة التجارة ! مصرين أن الأسعار مراقبة ! سؤال: ممكن لمسؤولي التجارة يدلونا على الأماكن التي يعنونها بكلامهم ؟ فالمواطن لا يستطيع رؤيتها رغم بحثه من مكان لآخر ! أو ربما الأسعار المخفضة أمام مراقبي التجارة فقط..