جذب بيت مكة في الجنادرية الزوار، وحضي بالنصيب الأوفر من الأعداد التي تهافتت عليه لما يمثله من تجمع ثقافي وحضاري، يمثل العادات والتقاليد والقيم والفنون والحرف والمهارات وشتى المعارف الشعبية، التي أبدعها وصاغها سكان مكة عبر تجاربهم الطويلة على مر العصور، والتي تورثت عفوياً لجيل بعد جيل بمورث مادي وفكري، وكونت ثقافات مميزة تربط الفرد بالجماعة وتصل حداثة الحاضر بأصالة الماضي. ويأتي بيت مكة ليعرف من خلال تصميمه الخارجي الذي نقلت أغلب أدواته من مكةالمكرمة، ومحتواه الداخلي الذي يوضح الهيئة التي كان عليها مسكن المواطن البسيط في مكة منذ قديم الازل. ويعتمد بيت مكة الذي يشرف عليه المهندس رائد مؤمنة، مدير إدارة الاحتفالات في أمانة العاصمة المقدسة، في إرشاده للزوار على أحدث التقنيات في مجال الإرشاد السياحي، وذلك من خلال الإرشاد الصوتي والمرئي، حيث تم توفير كافة المستلزمات التي يمكن من خلالها تعريف الزائر بمحتويات البيت باللغتين العربية والإنجليزية، كما تم تزويد الزوار بنشرات تعريفية متعددة لنقل الصورة الحقيقية عن سكان مكة منذ العصر القديم وحتى العصر الحالي، واحتوت تلك النشرات على تعريف بالحالة الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية، كما أنها بينت موقع مكةالمكرمة الإسلامي من العالم ومدى أهمية ذلك الموقع الاستراتيجي الذي أثبتت الاكتشافات العلمية بأنه يتوسط حدود اليابسة. حضور كثيف داخل بيت مكة وتمكن الزوار لبيت مكة الذي تشرف عليه أمانة العاصمة المقدسة، من التعرف على معظم العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال عبر العصور، كالشعبنة التي تقام في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، ولعبة المزمار وهي لعبة الفن والتراث والرياضة والحماس والرجولة والشهامة، والتي لا تكسر فيها ولا مجون، معبرة عن تراث لإظهار الفرح والسرور، كما تعرفوا على المجس الحجازي، الذي يعد من وسائل التسلية في الأسمار والمناسبات "الغناء" ويسمون المغني فيه بالجسيس. وتعرف الزوار لبيت مكة على وسائل التسلية عند الصغار في مكة قديما، كلعبة كرة القدم ولعبة البرجون ولعبة الاستغماية ولعبة الكبت ولعبة الكبوش، ووسائل التسلية عند الكبار كالضومنة والطاولة والشطرنج ولعبة الكوتشينا ولعبة الكيرم. واطلع الزوار على آلية شرب الماء بالطريقة المكية، التي تعد من عادات أهل مكة المنقرضة كالدورق الخزفي أو المصنوع من الطين والمنظف والمبخر بالمستكة، الذي يقدم ماءه في طاسة نحاسية مزخرفة بالنقوش، كما تفننوا في صنع الماء المضاف اليه ماء الكادي وماء الورد.