حذّر أكاديمي من مغبة ازدياد أنماط الفساد الإداري في القطاعات الحكومية في المملكة معتبراً أن درجة شيوع هذه الأنماط من الفساد عالية جداً. وكشف الدكتور فارس بن علوش السبيعي من منسوبي وزارة الداخلية في أطروحته لنيل درجة الدكتوراه التي كان عنوانها "دور الشفافية والمساءلة في الحد من الفساد الإداري في القطاعات الحكومية" أن درجة حدة المعوقات في تطبيق الشفافية والمساءلة في القطاعات الحكومية بالمملكة- درجة كبيرة جدا مشيراً الى أن درجة أهمية مجموعة السبل المندرجة تحت هذا المحور لتعزيز تطبيق الشفافية والمساءلة بالقطاعات الحكومية في المملكة العربية السعودية درجة كبيرة جداً. وأوصت الأطروحة برفع مستوى كفاءة الأجهزة الرقابية من خلال منحها الصلاحيات الكافية ودعمها بالكوادر البشرية والموارد المادية بالإضافة إلى تحديث الأنظمة والتشريعات وتبسيط إجراءات العمل واختصارها وإعلانها. ورأى الدكتور السبيعي ضرورة تفعيل نظام المساءلة (من أين لك هذا؟) وكذا تفعيل مركز قياس مستوى الأداء في الأجهزة الحكومية، وكذلك الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الإداري فضلاً عن إصدار الأنظمة والتشريعات ووضع الخطط الإستراتيجية الملزمة بتطبيق الشفافية والمساءلة وكذلك إيجاد الأنظمة والتشريعات والتدابير اللازمة لتشجيع وحماية الأشخاص الذين يساهمون في كشف الفساد الإداري مع العمل على التسريع في إجراءات التحقيق ومحاكمة متهمي قضايا الفساد الإداري وإعلان تنفيذ عقوبة من تثبت إدانته. وعدّ الدكتور السبيعي ان تطبيق الحكومة الإلكترونية لتعزيز الشفافية والمساءلة وتقديم الخدمة عن بُعد بات أمرا ضروريا إضافة إلى ما اعتبره مهماً والمتمثل في تفعيل دور المدارس والجامعات ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في نشر ثقافة الشفافية والمساءلة، والحد من سرية واحتكار المعلومات. ونوه الدكتور فارس بدور الإعلام وأهمية تفعيل دوره في كشف قضايا الفساد الإداري وإعلان أسماء المدانين فيها مع الاستفادة من التجارب المتميزة في تطبيق الشفافية والمساءلة. وأوضح الدكتور السبيعي ل(الرياض) ان مستوى التزام الأجهزة الرقابية بمساءلة القطاعات الحكومية بالمملكة عن فسادها -إن وجد- هو مستوى منخفض وزاد: توصلت دراستي التي اجريتها إلى نتائج عديدة من أهمها ضرورة الشفافية والمساءلة في الحد من الفساد الإداري في القطاعات الحكومية، حيث لم يتم التطرق إليه في الأدبيات المحلية والعربية بشيء من التفصيل. أما من الناحية التطبيقية فقد يكون لنتائج هذه الدراسة العديد من الفوائد من خلال ما تقدمه من معلومات وتوصيات للقطاعات الحكومية، والأجهزة المعنية بمكافحة الفساد الإداري؛ ما يساعد في التصدي له للحد منه. وختم الدكتور فارس السبيعي بتأكيده على ان نهج الشفافية مبدأ رسخه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وهو مسعى حرصت عليه القيادة معتبراً ان لقاءه بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وتقديم نسخة من أطروحته العلمية لسموه وجدت التقدير وقد شكره سموه الكريم على ذلك ما يعتبره امتداداً لهذا الاهتمام من قيادة وحكومة خادم الحرمين الشريفين.