تستيقظ باكرا فتلقي نظرة من نافذتك على مدينة الرياض، تأسرك الرياض ببياضها وقد تزينت بندف الثلج الناصع البياض، تشعر انه لا فرق بين الرياض وبين جنيف او فيينا تلك المدن البيضاء المغموسة بسحر الكون حين يغطيها بياض الثلج شتاء. قريبا سيكون بامكاننا التمتع بمنظر الجليد في بيوتنا وشوارعنا وهو الامر الذي لا نراه الا مرة واحدة كل قرن عدا عن انه سيمكننا ممارسة رياضة التزلج على الجليد في اي مكان وفي اي فصل من فصول السنة، ولن نحتاح الى صالات مغلقة ولن نضطر الى السفر خارجا لفعل ذلك وقد نستبدل رياضة - كرة القدم - وهي اللعبة الاكثر شعبية بالمملكة بالرياضات الاخرى التي تتطلب وجود الجليد كالسباقات على الجليد والتزلج والهوكي وغولف الثلج، وكل ذلك بفضل" السجاد الجليدي". وفكرة السجاد الجليدي - اشبه - بفكرة السجاد الاخضر الذي يفرش بملاعب كرة القدم والحدائق ما يشير الى امكانية مماثلة في المستقبل القريب لفرش الشوارع والحدائق بسجاد من الجليد وهو المشروع الذي يعكف عليه حاليا فريق العلماء الالماني في جبال الألب وهو فريق تابع لجامعة "فورتفانغن" الالمانية. ويعلق العلماء الالمان الآمال على السجاد الجليدي للحفاظ على البيئة واعادة الحياة الطبيعية لسفوح الجبال التي ذاب عنها الثلج في السنوات الاخيرة بفعل الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة وتوسيع الرياضة الشتوية التي تعاني الانحسار في السنوات الاخيرة بسبب ذوبان المساحات الجليدية على قمم جبال الالب. السجاد الجليدي مشروع لم ينته منه العلماء بعد وقد لا يحالفه النجاح فيبقى مجرد حلم، لكنه حلم اشبه ببساط الريح يسافر بنا الى الأقاصي الى مدن الاحلام بأجنحة حالمة ومخيلة تسحر الالباب يتلبسها الفضول البشري.. ماذا لو!