السجلات التجارية بالمملكة يقارب عددها رسميا 830 ألف سجل تجاري حتى نهاية عام 1431 هجرية وهذه صدرت من وزارة التجارة المسوؤل الأول عن القطاع الخاص واستخراج السجلات التجارية ، هيئة الاستثمار تقول رسميا انها لم تستخرج إلا 8000 سجل تجاري من تاريخ تأسيسها . حين نربط هذه الأعداد للسجلات التجارية بالبطالة في المملكة ، سنجد أن لدينا خللا واضحا وكبيرا ، وهو ضعف إسهام القطاع الخاص في توفير فرص العمل ، ولا ننسى أن كثيرا من الأعمال التجارية والقطاع الخاص لا يتطلب سجلا تجاريا بالضرورة خاصة للأعمال الصغيرة والمهنية والحرفية أو غيرها ، وهذه تستخدم فقط « رخص « البلدية ، وهذه أيضا بمئات الآلاف ، حين نستعرض دور هذا القطاع وهو الخاص ما هي اسهامه في توفير فرص العمل سنجد أنها ضعيفة أو قليلة أو نادرة بمعنى أدق ، والخلل برأيي لا يأتي من عدم رغبة التاجر بتوظيف المواطن أو المواطنة ، بل بسبب آليات تنظيم العمل في القطاع الخاص ، لأن الفرضية تقول يجب أن يوجد بنيه أساسية لتنظيم العمل في القطاع الخاص وهي غير موجودة ، وان وجدت فهي غير مفعلة مثال ذلك ، تنظيم أوقات العمل لا يوجد من ينظم هذا الوقت طبقا للنشاط والمدينة والقرية ، فأنت تستطيع تفتتح أي محل تجاري أو أي نشاط وتمارس البيع والشراء 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع وطول السنة من سيمنعك؟ لا أحد . إذاً تنظيم وقت العمل يجب ألا يترك مفتوحا بلا ضابط ورابط له ، فكيف يستطيع المواطن العمل في أجواء كهذه والتاجر لن يستطيع توظيف بطريقة « الشفتات» لأنها مكلفة وله حساباته ، ولكن الأجنبي جاره المغترب ممكن يعمل طوال الأسبوع وكل الوقت هو ومن معه . أيضا تنظيم الأجور في القطاع الخاص فهو غير واضح ولا يوجد تنظيم له ولا أقول تحديد له ، الأمان الوظيفي غير موجود في القطاع الخاص في كثير منه كتأمين طبي ونظام تأمينات وتقاعد وغيره ، التدريب التعليم غائب كليا ، التمويل لأصحاب الأنشطة الصغيرة ودعمهم غائب كليا ، تنظيم الأسواق وانتشارها فهي الان عشوائية ولا تحمل في طيها أي تنظيم ، محاربة التستر ومكافحة ذلك فهي ضعيفة الان بشدة ، عدم ممارسة أي عمل بقطاع التجزئة إلا برخصة عمل ومهارة يكتسبها لا أن يتعلم بطريقة التجربة والخطأ . بصورة عامة القطاع يحتاج هيكلة وتنظيما صارما ودقيقا لينجح في التوظيف الحقيقي له لا تكفي الدعوات والإجبار فكل شيء له مخرج . ولكن حين ننظر لعدد السجلات التجارية الموجودة في حال وظف كل سجل تجاري عدد 2 من المواطنين رجل ومرأة لانتهت البطالة لدينا في يوم واحد ، ولكن لا تأتي بهذه الطريقة رغم إمكانيتها وسهولتها ، ولكن نحتاج للقواعد والأسس والتنظيمات التي تكفل استمرار التوظيف والوظائف بعمل مؤسسي حقيقي .