تواصلت أسعار الأوليفينات في أسواق جنوب شرق آسيا ارتفاعها المستمر فيما تشير توقعات السوق إلى بلوغها مستويات مرتفعة جديدة هذا الأسبوع وذلك بسبب تعطل إنتاج وحدة شركة «شل» لتكسير الإثيلين في سنغافورة نظير تعرضها لمشاكل فنية وطاقته 800 ألف طن سنوياً الأمر الذي أرغم الشركة التي تعد المزود الرئيس في ذلك الإقليم على شراء شحنات لتأمين احتياجاتها من مصانع سعودية لسد العجز مما أسهم في ارتفاع الأسعار، وفي حال استمرارية شرائها فالأسعار حتما سوف تتجه إلى مستويات أعلى. وتابعت «الرياض» ردود الفعل في أوساط التجار الذين علق أحدهم بقوله في حال استمرارية تعطل وحدة «شل» لتجزئة الإثيلين ولجوئها لمواصلة استيراد الإثيلين فإن الأسعار سوف تجد مزيداً من الدعم للتطاير لمستويات أعلى. فيما علق تاجر آخر بأن «شل» فشلت في استئناف وإعادة تشغيل وحدتها خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن أكدت الشركة بأنه من غير المرجح أن تستأنف عملياتها حتى شهر مايو بسبب استمرارية المشكلة الفنية التي طرأت للوحدة، الأمر الذي أكده متحدث شركة «شل» الذي المح إلى أنه وفقاً للتقديرات الحالية فإن أقرب وقت لإعادة التشغيل واستئناف الإنتاج غير متوقع قبل منتصف مايو. وإلى ذلك لامست أسعار الإثيلين مستوى قياسي مرتفع منذ 14 شهر 1,320-1,400 دولار للطن خلال الأسبوع الماضي ما يعادل (911-966) يورو للطن تخليص تكلفة وشحن جنوب شرق أسيا، في حين ارتفعت أسعار البروبلين إلى 1,500-1,560 دولار للطن تخليص الإقليم ذاته وهو أعلى مستوى منذ الخامس من سبتمبر 2008 وفقاً لشح العرض في الإقليم. وقالت مصادر السوق إن وحدة «شل» في سنغافورة قد تعطلت منذ 18 مارس الماضي وكان من المتوقع في البداية إعادة تشغيلها في 10 أبريل، ولكن نظراً لوجود مشكلة تشغيلية فلم تتمكن الوحدة من معاودة إنتاجها وفق ما خطط له من موعد زمني. وكانت الوحدة قبيل إغلاقها تخضع لأعمال صيانة مجدولة من 20 يناير إلى 12-13 مارس. وأدت تلك الظروف غير السوية إلى تأزم أوضاع «شل» بالنسبة لشحنات الإثيلين ومونو إثيلين جلايكول (MEG) وذلك نتيجة لطول فترة إغلاق وحدة التكسير التي تشكل المادة الخام لكلا المنتجين الاثنين. وقال متعاملون ان شركة «شل» سوف تكون في حاجة ماسة لشراء المزيد من حمولات الإثيلين إذا ما رغبت في المحافظة على استمرارية عمل مصنع (MEG) في نفس الموقع وطاقته 750 ألف طن سنوياً. وتمتلك الشركة أيضا عقود آجلة لتوفير شحنات من البروبلين لمشترين في جنوب شرق وشمال شرق آسيا. وقالت مصادر السوق ان هؤلاء المشترين والمستخدمين النهائيين للمنتج سوف يتواجدون بالسوق لشراء البروبيلين لتعويض النقص من «شل». وتندرج هذه الوحدة المتعطلة ضمن أضخم مجمعات «شل» للتكرير والبتروكيماويات والتي تنتج الإثيلين والبروبلين بطاقة تصميمية 800 ألف طن سنوياً و 450 ألف طن سنوياً على التوالي. إلا أن وحدة التكسير ظلت تعمل أدنى من طاقتها التصميمية منذ بدء تشغيلها في مارس 2010 وقد اضطرت الشركة لإغلاق الوحدة ثلاث مرات خلال شهر أغسطس الماضي بعد تعرضها لمشكلات تشغيلية. وزادت أسعار الإثيلين منتصف يوم الاثنين بإضافة 20 دولارا للطن لتبلغ 1,320-1,370 دولارا للطن تخليص (شمال شرق) آسيا من إغلاق يوم الجمعة الماضي، في حين استقرت أسعار البروبيلين عند 1,520-1,560 دولارا للطن تخليص نفس الإقليم.