عندما أصبح ارتداء الحجاب شائعة بين النساء في تركيا منذ بعض الوقت، بدأت مصففة الشعر زهرة كاماشيوغلو في تصميم أغطية للرأس على قوالب من الزهور.. ثم داعبت مخيلة كاماشيوغلو فكرة تصميم حجاب (طرحة) جاهزة تجنب المرأة التي تستعد للزفاف أو حضور مناسبة خاصة تبديد وقتها ومالها في تصفيف شعرها في المشاغل النسائية. وقامت كاماشيوغلو في عام 1995 بتأسيس شركة « زهراس»التي تحمل اسمها، ثم عرضت في معرض الأزياء الإسلامية أغطية رأس أرجوانية اللون تتكون من «كاب» وطرحة مدمجة بالإضافة إلى أغطية أخرى في شكل قلنسوة خاصة بممارسة التمرينات الرياضية. ويقول غامزى اوزتورك، مدير التسويق بمؤسسة زاهراس،» ترغب النساء المسلمات، وخاصة الشابات منهن، في ارتداء أشياء مختلفة تتماشى مع الموضة.» ويجد منتجو الملابس الأتراك، الذين هيمنوا على تصميم وتصدير منتجات الجينز والقمصان من نوع «تي شيرت» إلى أوروبا،سوقا جديدا واسع النطاق في الأزياء الإسلامية المحتشمة. الأزياء الجديدة تشمل قبعات وأغطية رأس وملابس سباحة ورياضة مقبولة لدى المسلمات وفي معرض الأزياء الإسلامية السنوي الثالث الذي أقيم هذا العام، عرض المنتجون أزياء غاية في الأناقة ومن أجود الخامات، من بينها «قفاطين» سوداء مطرزة وطرح من الحرير الصيني بعشرة ألوان وملابس سباحة ورياضة إسلامية. ويقول مدير المعرض اونور غوكسيل، « تجولنا حول العالم وحول تركيا ولكن لم نشهد مثل هذا المعرض قط.» وفي المعرض الأخير تهادت عارضات بوسنيات وروسيات جيئة وذهابا على المدرج وهن يرتدين معاطف إسلامية أنيقة واقية من المطر وأغطية رأس. وقالت إحدى العارضات الروسيات،» عرض أزياء كهذه كان أمرا غريبا بالنسبة لي وللعارضات الأخريات لأننا لا نرتدي مثل هذه الملابس في بلادنا.» وتقول توران كيسا، مديرة التصدير بشركة أخرى تسمى هاسيما،» قبل 20 سنة، كانت شركتنا الأولى في تركيا التي تنتج ملابس سباحة ساترة مقبولة لدى النساء المسلمات. ولم تكن التصميمات الأولى تتماشى مع الموضة. أما الآن فإننا ننتج أزياء تواكب روح العصر.» وتشبه ملابس السباحة الإسلامية تلك البذلة التي يرتديها الغواصون، ولكن ما يميزها هو أنها مزودة بغطاء رأس مدمج.وترتدي المرأة فوق هذا الزي سترة قطنية بسحّاب لإخفاء تقاطيع جسدها. أما الملابس الرياضية النسائية الإسلامية فإنها تصنع على شكل «بيجاما» ( قميص بأكمام قصيرة وبنطال) من نسيج «الليكرا» الصناعي. ويناسب هذا الزي النساء اللواتي يمارسن الرياضة في صالات ومسابح مغلقة قاصرة على السيدات فقط. وتفضل الشابات اللونين الأزرق والوردي، بينما تميل النساء في أواسط العمر إلى الألوان الكلاسيكية مثل البني والأسود. وتنتج هاسيما أيضا ملابس سباحة خاصة بالرجال المسلمين تتميز بطولها إلى أسفل الركبة. وتنتج المصممة فيليز ييتم فساتين محتشمة للزفاف وأخرى للمناسبات الخاصة بناء على طلب الزبونات. وتستوحي بيتيم تصميماتها من الأزياء العثمانية والفرنسية وتقول، «تصميماتي موجهة نحو النساء ذوات العقول المنفتحة. إنني أود أن أقدم لهن شيئا خاصا ومميزا.»