** سعدتُ كثيراً.. باختيار معالي الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان.. عضو هيئة كبار العلماء.. وتكريمه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» هذا العام.. ** فهو ليس عالماً فذاً فحسب.. ولكن أحد أبرز رموز الاعتدال والوسطية والاستنارة في عالمنا الإسلامي الكبير في هذا العصر.. ** فأنت لا تستمع إليه.. ولا تقترب منه.. ولا تنهل من علمه.. إلا وتشعر بأنك أمام شخصية نادرة.. فهو بعلمه.. وباتساع رؤيته.. وبإدراكه لحقائق الحياة وأسرار التشريع.. يأسرك.. ويخلب لبك.. ويشعرك بعظمة العقيدة السماوية.. وصفائها.. وقدرتها على توفير حلول عملية للكثير من المسائل التي يتعرض لها الإنسان.. وتضيق بها بصيرة بعض من يخطئون فهم رسالة السماء على حقيقتها.. ** وأنت لا تملك حين تقرأه.. فقيهاً.. أو مؤرخاً.. أو باحثاً ليس فقط في أصول الشريعة ومناهج التفكير الإسلامي القويمة.. وإنما كمفكر.. وأكاديمي متمكّن.. لا تملك إلا أن تقف مشدوهاً بطروحاته العميقة.. وآرائه الخلاقة.. واستنتاجاته المبتكرة.. ** وأنت لا تملك وأنت تجلس إليه.. إلا وأن تحترم فيه كثيراً من خلاله وخصاله.. وفي مقدمتها تواضعه.. وأدبه.. وسماحة وجهه.. وحسن تعامله.. وهي خصال وخلال لا يتمتع بها إلا العلماء الأجلاء.. والجهابذة والعظماء من أمثاله.. ** ومهما قلت في الرجل.. أو تحدثت عن فضله.. وعلمه.. وبساطته فإنني لا أستطيع ان أفيه حقه.. ** فهو في الصدارة من قائمة العلماء الذين أنار الله بصيرتهم ووسع في أفقهم.. وجعلهم من أئمة الوسطية والاعتدال في هذا العصر.. ** وهو في المقدمة.. من الباحثين.. والموثقين لتاريخ الحرمين الشريفين في هذا العصر.. ** وهو في الطليعة من الذين يخلبون لبك في الفتوى وفي التعليم.. وفي قول الحق.. وفي التعامل.. حتى لكأنك أمام إنسان فريد.. بصلاحه.. وورعه.. وتقاه.. وحسن معشره.. ورقة مشاعره.. وصفاء نفسه. ** والحقيقة أن تكريم «مهرجان الجنادرية» لهذا الإنسان الفذ.. هو تكريم للمهرجان نفسه.. وتأكيد على عالميته.. وحسن اختياره.. بكل ما ينطوي عليه هذا الاختيار الموفق من رسائل وتوجهات صميمية لدى هذا البلد نحو تجسيد كل معاني التسامح.. والاعتدال.. والوسطية.. والتعايش بين أرباب الأديان والثقافات.. ونحو مزيد من الاعتراف بالآخر.. وبالاستيعاب لمعطيات الحضارة الإنسانية التي ساهم فيها الإنسان بنصيب وافر حتى بلغت ما هي عليه اليوم من تقدم.. وتفاعل.. وتطور في كل مجال. ** وإذا كان هناك ما أريد أن أقوله في هذه المناسبة.. بعد أن عجزت كلماتي السابقة عن الإحاطة ببعض ما هو عليه الرجل فهو.. أن نستثمر هذا العقل العملاق في رسم خطوط المستقبل لبلد يطمح للوصول إلى القمة.. ** ذلك أن معالي الأستاذ عبدالوهاب أبوسليمان.. يملك إلى جانب علمه.. وأدبه.. وفقهه.. وضلاعته.. رؤى سياسية.. وأمنية.. واجتماعية بعيدة وعميقة ودقيقة وموضوعية.. في كل مجال من مجالات العلم.. والمعرفة.. والادارة والتخطيط.. والتنظيم.. لما يتمتع به من فكر استراتيجي متميز.. فضلاً عن تمتعه بخصائص الحكمة.. والتوازن.. والتأني.. إلى جانب أنه «وطني» و«أمين» و«صادق» في مشورته أيضاً.. ** متع الله الرجل بطول العمر.. وأنعم الله عليه بالمزيد من التوفيق ونفع به البلاد والعباد.. ومكننا من أن نستثمر عقله الكبير وهو في قمة عطائه في هذا الوقت بالذات.. رعاه الله.. وأحسن له الأجر والثواب على صادق أعماله. *** ضمير مستتر **(هناك من الرجال من نقف مشدوهين أمامهم.. ومع ذلك فإننا لا نعرف كيف نستثمرهم..).