لم يكن يوم الأربعاء التاسع من جمادى الأولى لعام 1432ه يوماً عادياً في مملكتنا الغالية المملكة العربية السعودية لأسباب عديدة منها الاطلالة المفرحة لملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز خلال اطلاقه يحفظه الله للمهرجان الوطني للتراث والثقافة السعودية (الجنادرية) في دورته السادسة والعشرين وحديثه العذب لمواطنيه من ملك العبقرية والسلام عندما خاطب مواطنيه بقوله ( لاتنسوني من دعائكم) فمن ينساك يامن سكنت قلوب ووجدان كل سعودي وسعودية صغيراً كان أم كبيراً فقبل أن تطلب منهم الدعاء هم في الأساس يدعون لمقامكم الكريم آناء الليل وأطراف النهار ويسألون الله لك من خير ما سأله نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ويعيذونك من شر ما استعاذ منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعباد الله الصالحون. أما السبب الثاني فهو تكريم رمز من رموز مكةالمكرمة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان هذا التكريم المستحق الذي صادف أهله للتاريخ الطويل الحافل لمعاليه في البحث والدراسة والنهل من معين الشريعة الاسلامية الخالدة هذا البحث وهذه الدراسة المتعمقة التي قادته إلى إقرار فتوى توسعة الصفا والمروة هذا المعلم الديني الحضاري الذي اشاده ملك الانسانية والدعوة الاسلامية عبدالله بن عبدالعزيز وغير ذلك الكثير والكثير ، ان تكريم معالي الشيخ الاستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان هو تكريم لجميع أهالي مكةالمكرمة وهذا التكريم رسالة واضحة من مقام خادم الحرمين الشريفين لما يكنه يحفظه الله لأبناء منطقة مكةالمكرمة ، كما هم جميع أبناء مناطق مملكتنا الغالية حرسها الله ولان الحديث عن هذا التكريم اللافت في الزمن اللافت وتصارع الأهواء وتسمية الأشياء بغير مسمياتها لهو دلالة أكيدة على ما تحظى به هذه البلاد المباركة والتي دستورها القرآن الكريم وسنة نبيه المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولقد جمعتني مناسبة خاصة مع العمدة الفعال والداعم للمناشط التكريمية في مكةالمكرمة الشيخ محمود بيطار ، والذي كان يتحدث أمام الجميع عن رغبته في تكريم معالي الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان فرحاً بالتكريم الذي حصل عليه من لدن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ، كواجب على أبناء مكةالمكرمة ، الا ان الانسان الكبير أبو سليمان رفض هذا الاحتفال من اخوانه أبناء مكةالمكرمة في تواضع الكبار ، وهنا كان تعليقي على ذلك أن من الواجب أن يسعى أبناء مكةالمكرمة إلى تكريم هذا الرمز الأخير تكريم يخلد ذكراه في ذاكرة التاريخ والناس كأن يطلق اسمه على أحد الميادين الهامة بمكةالمكرمة أو أحد الشوارع الرئيسية أو على احدى المكتبات أو القاعات سواءً في جامعة أم القرى أو نادي مكة الأدبي ولا أخال معالي المهندس السيد أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة إلا فاعلاً وكذلك معالي الأستاذ الدكتور بكري بن معتوق عساس مدير جامعة أم القرى الا محققاً لهذه الأمنية الغالية، ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد حدثني الاستاذ الدكتور سراج بن محمد الوزان عن فضيلة الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان والذي كان على صلة بوالدة الشيخ محمد الوزان من كبار التجار بمكةالمكرمة في عصره ومن أصحاب الأيادي البيضاء بأن من لا يعرف أبو سليمان في صباه وشبابه فقد فاته تاريخ هذا الرجل الحافل بالعصامية والمثابرة وطلب العلم على يد علماء الحرم المكي انذاك ، فقد ألم بعلوم الفقه والتوحيد والفلك واللغة العربية وآدابها والرياضيات وفقه المذاهب الأربعة التي كانت تدرس في الحرم المكي الشريف والذي اندثر منهم معظمهم ولم يبق إلا أبو سليمان وبعض ممن يحاول تتبع خطاه في العلم والفهم وتبصير الناس بآداب الاسلام واداب الشريعة الاسلامية الخالدة كما وصلتنا من من كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم ، والذي كان قرآنا يمشي على الأرض مبلغاً عن ربه كل ما ينفع البلاد والعباد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ، والذي علم أمته أن يفرقوا بين الغث والسمين في التعامل الراقي بين بني البشر حتى وان كانوا على غير دين الاسلام. وختاماً كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ، على جهوده العظيمة في انجاح هذا المهرجان العالمي (الجنادرية) وان كنت أهمس في اذن سموه الكريم عن إلغاء الأمسية الشعرية السنوية في المهرجان ثم الموافقة على اقامتها فما بين الإلغاء والموافقة تطول المسافة وتضيع الأشياء خصوصاً ان المرأة السعودية اثبتت جدارتها في جميع المحافل والميادين محلياً واقليمياً ودولياً فمتى ننتهى من هذه السجالات التي لا طائل من ورائها وعلى الله قصد السبيل.